أنباء اليوم المصرية

البيت الأبيض يعترض على حظر النفط الروسي في معركة جديدة مع الكونغرس

اميرة عبد العظيم -

إعتراض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على حظر إستيراد النفط من روسيا يضعها في مواجهة مع المطالب الصاخبة من أعضاء الحزبين الكبيرين التي تصر على عقاب موسكو على غزو أوكرانيا، رغم الأضرار الحتمية التي سيسببها ذلك عن طريق زيادة أسعار البنزين بشكل كبير.

في نفس الوقت تقريباً الذي قُدم فيه مشروع قانون آخر من الحزبين يهدف إلى حظر أستيراد الطاقة الروسية، حذّرت المتحدثة الرسمية بإسم البيت الأبيض جين بساكي من أن إغلاق صنبور تدفق النفط الروسي سيكون له آثار وخيمة على الاقتصاد العالمي.

قالت بساكي، في مؤتمر صحفي قصير يوم الخميس: إن هدفنا وهدف الرئيس هو تعظيم الأثر السلبي على روسيا وفي نفس الوقت تقليل الأضرار علينا وعلى حلفائنا وشركائنا إلى الحد الأدنى، لا مصلحة استراتيجية لنا في تخفيض المعروض العالمي من الطاقة، فسوف يرفع ذلك الأسعار في محطات الوقود على الشعب الأمريكي، وفي مختلف أنحاء العالم.

وأوضحت أن ذلك بالتأكيد عامل شديد الأهمية بالنسبة للرئيس.

يتضح من خلال هذا أن تسارع معدل التضخم أصبح قضية رئيسية للناخبين بالولايات المتحدة، وقد أدى إلى انخفاض شعبية الرئيس جو بايدن قبيل الانتخابات النصفية التي تتعرض فيها سيطرة الديمقراطيين على مجلسي النواب والشيوخ للخطر.

مع ذلك، إنضم أعضاء الكونغرس من الديمقراطيين، ومن بينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، إلى الجمهوريين في المطالبة بأن تتوقف الولايات المتحدة عن دفع مقابل النفط الروسي، بينما تقتحم الدبابات والقوات الروسية أنحاء أوكرانيا.

وفقاً للاقتراح، تستمر حالة الطوارئ طالما تواصل الغزو على الأقل، وقد تُرفع إذا حدث تغيراً كبيراً في موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

قالت ميركوسكي إن موقف الإدارة هو أننا لا نريد أن نضع ذلك على الطاولة.. حسنا آسف يا سيدي إنه فعلاً مطروح على الطاولة.

وأضافت: لا ينبغي أن نسمح بتمويل هذه الفظائع بدولار أمريكي واحد بعد الآن.

جدير بالذكر أن مانشين وميركوسكي يمثل ولايات تنتج الطاقة، وهما يدعمان زيادة إنتاج النفط من مصادر محلية. غير أن الآراء الداعمة لحظر الواردات من روسيا تشمل كذلك ديمقراطيين تقدميين مثل السيناتور إدوارد ماركي، والسيناتور إليزابيث وارين، وهما من ولاية ماساتشوستس.

قدم ماركي تشريعاً يوم الثلاثاء الماضي يحظر جميع واردات النفط الخام ومنتجات البترول من روسيا.

قال وارين في مقابلة: إننا نبحث عن وسائل ممكنة حتى نخنق الاقتصاد الروسي. ولأنه اقتصاد يعتمد على النفط، لذا فإن قطع مصدر الإيرادات سيجعل بوتين يتألم.
وأنا أؤيد الإجراءات التي تجعل بوتين يتألم.

وعلى غرار خلاف مانشين والجمهوريين، لا يريد التقدميون من بايدن أن يرفع القيود التي فرضها على الإنتاج المحلي وخطوط الأنابيب، ويرغبون في دفع عملية الانتقال والابتعاد عن الاقتصاد القائم على الطاقة الكربونية.

حيث طالب كثير من الجمهوريين بايدن خلال الأسبوع الجاري أن يتخذ إجراء بإعادة فتح منح امتيازات النفط والغاز على الأراضي الفيدرالية وفي المياه، وأن يشجع الإنتاج المحلي. وتلاحظ الإدارة الأمريكية والتقدميون من أمثال ماركي أن شركات النفط لديها بالفعل العديد من مناطق الامتياز التي لا تستغلها وهي حرة في أن تحفر وتستخرج المزيد من النفط من تلقاء نفسها.

فى سياق متصل فإن هناك بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الذين لا يوافقون على فرض الحظر حتى الآن.
ويريد ميت رومني من ولاية يوتا أن يطمئن إلى أن فرض الحظر لن يضر الولايات المتحدة ويجري بالتنسيق مع بلاد أخرى، لأن روسيا تستطيع أن تبيع نفطها في مناطق أخرى.
وقال كريس ميرفي من ولاية كونيكتيكت إن الأمر بالغ التعقيد ويتعلق بسلعة أولية عالمية، وذلك رغم أنه يدرس المسألة.

عندما نضم منتجات البترول الأخرى، مثل زيت الوقود غير النهائي الذي يمكن استخدامه كمادة أولية لإنتاج البنزين وزيت الديزل، نجد أن روسيا كانت مصدراً لنحو 8% من إجمالي واردات الولايات المتحدة من النفط في عام 2021، رغم أن تلك الواردات كانت تتجه نحو الانخفاض أيضاً خلال الأشهر الأخيرة.

يذكر أن مصافي النفط بالولايات المتحدة كانت تبتعد بهدوء عن واردات روسيا حتى قبل أندلاع الحرب.
وأصبحت شركة مونرو إنيرجي (Monroe Energy)، التي تحتل المرتبة الثالثة بين أكبر مستوردي الخام الروسي في الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، أحدث شركة تكرير تمتنع عن استيراد النفط من روسيا، معلنة أنها لن تدخل في صفقات جديدة للتوريد "في المستقبل المنظور