أنباء اليوم المصرية

لم أكن أعرف أني أحبك !

صورة
بقلم- راندا عطوان -

منذ بضعة أيام تعرضت إحدى زميلاتي بالعمل واسمها على إسمي إلى حادثة أثناء الخروج ، كنت ساعتها أجلس بمكتبي لإنهاء بعض الأوراق وهي سبقتنب بدقائق معدودة ، وفي أثناء ذلك جاءني زميل يجري ويخبرني أن راندا تعرضت لحادثة

لا أستطيع أن أصف شعوري فى تلك اللحظة

لم أعرف ماذا أفعل ؟

رميت ما فى يدى دون ان اشعر ، وجريت لأتبين الأمر ولا أعرف غير أن افكر فيها

ترى ماذا حدث لها ؟

ترى هل أصابها مكروه ؟

ترى وترى وترى ؟

وألف سؤال بداخلى يتبعه على شاشة عقلى فلاش باك فى ثوانى معدودة لكل رحلتنا معنا طوال سنوات عملنا

تصدرت الشاشة دخلتها البشوشه وابتسامة عريضة تشبه ابتسامة الأطفال فى براءتها يوميا صباحا

كنت أحب ان اراها دائما من أجل تلك الابتسامة ثم تلى ذلك أمام عينى مواقفها معنا وكرمها الزائد الذي لا حدود له فيوميا لابد ان تحضر لنا الطعام والساندوتشات والكنافة بالبلح وكثير وكثير من الخيرات. حتى وصل الامر بنا الى استغلال كرمها لطلب المزيد والمزيد

كل ذلك وانا لا تحملنى قدمى ولا اعرف كيف أسير ومئات من المواقف والكلمات الغير مرتبه ولا المنظمه تتوارد بذهنى وانا أعدو الى المستشفى لأراها وحينما وصلت ودخلت اليها

لم أستطع رؤيتها بالقدر الكافى من كترة من يقف حواليها

الطلبة اولادنا والمدرسات زميلاتها كله ترك بيته ولم يرتب لأى شئ سوى الاطمئنان عليها .

رأيت زملائى الرجال كانوا أسبق وكل يحاول أن يحضر طبيب او احضار اى شئ تحتاجه .

رأيت رجال جيشنا البواسل والموجودين معنا بالعمل لان المدرسة تم تحويلها عسكربا كم يقفوا كالأسود على الحدود صلابه وعزيمة وقوة وكذلك حب وأخوة وصداقة .

وشعرت أن الجيش كان ولا زال الظهر الحامى لنا .

رأيت كل العطاء وكل الكرم وكل الخير الذى كانت تقدمه متمثل فى حب الجميع .

الكل على قلب راجل واحد يريد ويحاول ان يقدم أى شئ

الكل على قلب واحد حبا لها وخوفا عليها .

رأيت زميلات لنا كانت تعملن معانا من سنين وتركت المكان كانوا أسبق لنا ولا اعرف كيف عرفوا وكيف أتوا بسرعة البرق .

رأيت ملمحمة انسانية اثبت أن الشعب المصرى بخير وسر عظمته فى قوة قلبه وصدق احساسه

كل ذلك قبل ان يحضر زوجها او اخواتها

لقد تعلمت درسا لن أنساه ان زارع الحب لا يجنى الا جنانين حب وود .

تعلمت أن فاعل الخير عليه ان يستمر ولا يقف ولا يمنع الخير الذى يقدمه ولا ينظر له على انه اسنغلال الاخرين له

وأن الخير لا يموت لكنه بترعرع ويزيد ويحمى كثير من الاقدار ولولا كرمها وحبها وفك كرب كثير من المحتاجين لربما كان هناك مالا يحمد عقباه .

لكن عملها كان بمثابة جناحين طواقاها ليطيرا بها فى السماء لتتنجى من موت محدق من تلك الحادثة الرهيبه من عربية كبيرة وعلى طريق سريع .

لقد تعلمت الكثير

تعلمت ان الاحبه هم الأصل أيا كانوا زملائى جيرانى اصدقائى كل من يخاف علينا وأنهم موجودين لكن الدنيا تلاهى لكن عند الشدة تظهر معادن الناس .

تعلمت ان الرابح من يقدم عمله لوجه الله ليحصد رضا الله وحب الجميع .

تعلمت ان حياتنا مليئة بالغاليين لكننا لانأخذ بالنا الا حين نوشك على فقدهم وعلينا أن نعبر عن حبنا لأحبتنا وهم بيننا لنسعد بهم ومعهم .

تعلمت ان جيشنا اعظم جيش على وجه الارض وسنظل معه روحا واحده ليوم الدين مهما حاول المغرضين التفرقة بيننا .

تعلمت الكثير والكثير

لكن أعظم ما تعلمته أنى لم أكن اعرف انى أحبك يا صديقتى الى هذا الحد

وأنى متشوقه لقولك صباحا أنا جيت مفعمة بابتسامتك الجميلة ومعك كل الخيرات وكانك ملاكا أتى ليدخل السعادة على الجميع.

دمتى لنا حبيبتى نبراسا ينير حياتنا ووردا فى بستان عمرنا وألف مليون حمدا لله على سلامتك .

#راندا_عطوان

28/2/2022