أنباء اليوم المصرية

عماد أبواليزيد يكتب : أَذَهبتَ للزواج لذة أم غاية ؟

أ/ عماد أبواليزيد
أنباء اليوم المصرية -

يحتاج الكثير من الناس إلى الزواج ولكن القليل من يريد بناء أسرة .

منهم من يصطدم فور علمه أنه لا يُنجب ، فيتعايش مع الأمر، أو يظل يحاول جاهدًا ويذهب إلي الأطباء في سبيل الحصول على ولد من صُلبِه ، فيشاء الله له أمرًا آخر .

ومن هؤلاء من كتب الله له الذرية التي لطالما سعى إليها الآخرون دون جدوى للحصول على مُبتغاهم.

ولكن للأسف الكثير من هؤلاء فرَّط في نعمةٍ هي الكنز بذاتها، فإما الولد طليقًا في الشوارع والأزِقَّة لا يهتدي لطريق، وإما غريبًا في بيته وسط أمه وأبيه، فلم يحصل من أمه على الدِفء والحنان، ولم يجد من أبيه الرعاية والاهتمام، فيقع فريسة سهلة لينة لكل من أراد به السوء .

ومنهم من يتخذ الزواج كوسيلة لإشباع غريزته الجنسيه واستشعاره باللذة الوقتيه فقط ، فالكثير من الأزواج يُجبرون زوجاتهم علي هذا الفعل مع اتخاذ وثيلة لعدم حدوث حمل بحُجّة أن الحياة صعبه وظروف المعيشة لا تسمح لهم بإنجاب اطفال حتي أصبح النساء يكرهن تلك العلاقه التي احلها الله بين الزوجين وينفرن منها لأنهن يشعرن أنهن مجرد متعة يأتي إليها الزوج وقت حاجته فقط والزواج ليس كذالك، الزواج ليس مجرد علاقة جنسية ، الزواج والبيوت ليست فِراش فقط ، الزواج حياه وموده ورحمه وسكينه يجب أن يكون قائم علي مراد الله ، فالله خلق الزواج للتكاثر وبقاء الجنس البشري علي وجه الارض يستخلفون بعضهم الي قيام الساعه كي يعبدون الله .

قال تعالي " أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ "

وقال تعالي " ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ "

فلم يخلق الله الزواج لتلبيه رغباتك فقط ايها الزوج وهذا من أكبر اسباب هدم البيوت والاسره قبل بنائها لانه لا يحق للزوج أن يتعدي علي مُراد الله وأن يحرم زوجته من أن تكون ام خوفا من صعوبه الحياه والمعيشة لان الرازق هو الله والمدبر لكل الأمور هو الله

قال الله تعالي " قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "

ومنهم من يعتبر الزواج أنه عاده دنيويه يجب عليه أن يتزوج مثله مثل اصدقائه وأقاربه كي تكون صورته كامله امام المجتمع دون أن يكون ناضج و واعي بشكل كامل يُهيئهه لتحمل مسؤليه كبيره فالزواج ليس إسما فقط ولا عاده دنيويه .

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ "

ومن اسوأ الناس ذاك الذي يتخذ الزواج كمصلحه وطمعا أو كسد دين

أري الكثير من الشباب واسمعهم بأذني ..

أنا ساتزوج إبنة فلان فعنده الكثير من العقارات والشركات والمزارع والمشروعات كي أنال الكثير من نصيب زوجتي بعد وفاة والدها

وهناك الكثير من الآباء يجبرون بناتهم علي الزواج لسد الدين عنهم حتي لو كان علي حساب نفسها أو حتي لا يوجد تناسب بينهما .

وهناك من يتخذ الزواج كوسيلة للانتقام ورد الاعتبار وإهانة الزوجه اللتي لا ذنب لها في اي شئ سوي أنها وقعت في فخ المشاكل اللتي كانت بين والدها أو أخيها والذي اتي للزواج منها ويتعامل معها علي إنها خادمه أو علي انها كِماله للمنزل مثلها مثل أي قطعة أثاث ويقول لها دون مراعاة لقداسه الزواج أو لمشاعرها أنا تزوجتك علشان اهينك علشان أكسر عين أهلك علشان اخد حقي منهم وحينما ترد عليه قائلة أنا ذنبي اي... يقول لها بفمٍ بارد ذنبك انكِ إبنتهم

وايضا هناك من يتخذ الزواج كوسيلة لإنجاب اطفال فقط يعتبر زوجته أعزكم الله انها مثل الحيوانات تأكل وتشرب وتنجب اطفال دون مراعات لشعورها ولا دورها في الحياه الزوجيه وهذا فهم خاطئ جدا

فالزوجه ليست لذالك فقط. الزوجه هي السند ، الزوجه هي السكن ، الزوجه هي الامان ، الزوجه هي منبع الموده والرحمه

فهي راحتك بعد عناء يوم طويل في العمل الشاق

هي انيستك في وحدتك ، هي سندك حينما تميل ،

هي امانك حينما تشعر بالخوف ، هي سكنك حينما تفزع من شئ ، هي الودوده والرحيمه بك في مرضك ،

هي أمك بعد أمك واختك بعد أختك هي صديقتك هي رفيقة دربك هي اللتي ستبقي معك للنهاية .

إعلم ايها الزوج أن زينة الحياة الدنيا وجمالها في الزوجه الصالحه وفي الذُرية، والأجمل من ذلك كله حينما تكون تلك الذرية صالحة، يتحقق حينها الحصول على الكنز، فينعم الوالدين ببره وحُسن خُلُقه، وينعم الناس بحُسن عِشرته وتعامله معهم، فيكون لك نِعم العون والسند، وللناس نِعم التربية والخُلُق.

خَلَقَنَا الله تعالى ليحافظ بعضُنا على بعض، ولِيرعى كلٌ مِنَّا أمانته التي ائتمنه الله سبحانه عليها، لننعم بذلك في الدنيا والآخرة، وصلاح الأبناء هو المعنى الحقيقي من خَلق بني آدم، فبذلك يُنشر الحب بين الناس، وبذلك يُساعد كل ٌمِنَّا الآخر، بالتربية الصحيحة يُنشر العدل فيما بيننا، ولنعلم أن الشيطان لا يُقَرِّب من مجلسه إلا كل من استطاع أن يُفرِّق بين المرء وزوجه، فبتلك التفرقة تُهدم البيوت، وتتفرق الأُسر، وتضيع الأُمم.

استثمر كل هدية ومنحة من الله لك، ابنك هو كنزك الثمين، وزوجتك هي سندك لعلك بحُسن تربيته وحسن عِشرة زوجتك تنال الدرجات العُلى، لعلك بذلك يُغفر ذنبك، لعلك تُرزق منه ومنها بدعوة يرحمك الله بها.