أنباء اليوم المصرية

كيفية مواجهة الأمراض النفسية في الشريعة الإسلامية

د / السعيد حمزة
بقلم - دكتور / السعيــد حمـزة -

بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله الذي بذكره تطمئن القلوب ، ونصلي ونسلم على الذي جاء ليخرج الناس من الحزن إلى السعادة سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين وبعد :

لقد من الله علي وأهداني أن أتحدث معكم عن موضوع بعنوان " العلاج النفسي في ضوء الشريعة الاسلامية "

تعريف المرض النفسي : هو إضطراب وظيفي في الشخصية ، نفسي المنشأ ، يبدو في صورة أعراض نفسية وجسمية مختلفة ويؤثر في السلوك الشخصي فيعوق توافقه النفسي ويعوق عن ممارسة حياته السوية في المجتمع الذي يعيش فيه .

أسباب الأمراض النفسية :

يوجد للأمراض النفسية سببين : أولها - بسبب سوء خلق الإنسان ، فالإنسان حينما يكون أخلاقه سيئة تسوء نفسه بالأمراض والهم والحزن ، وإذا كانت نفسه صالحة تكون نفسه مطمئنة وآمنة مهما واجه صعوبات الحياة .

والسبب الاخر - بالإبتلاء الذي يبتليه الله من من موت الأحبة والمرض ونقص المال والثمرات الخ .

وأما علاج هذه الأمراض فيأتي من خلال عدة أشياء منها :

1 - التوكل علي الله

فالانسان حينما يتوكل علي الله سبحانه وتعالي يزيل الكرب والهم من حياته ويتأكد أنه في رعاية وحصن الله -سبحانه وتعالى- .

2 - التوبة

يقول الامام القشيرى : إن الخلق السيء يضيق قلب صاحبه لا يسع غير مراده كالمكان الضيق لا يسع غير صاحبه ، ويلاحظ نيكلسون أن التوبة أصل سيكولوجي ،

فالتوبة تغسل وتطهر النفس من جميع الأمراض سواء كانت أمراض نفسية أو قلبية ، وتطهر النفس أيضاً من الخطايا والسوء والمكروه وتصل بالعبد إلى مرتبة السعادة النفسية والروحية ، فيعيش الإنسان في حالة رخاء وحالة صفاء ونقاء للنفس ، مثل الإنسان الذي يصاب بالعرق والقاذورات في جسده ويصبح ذو رائحة كريهة ، ففي هذه الحالة يشعر بالتعب والمشقة والكره من نفسه ، وحينما يغتسل بالماء ويطيب جسده بالعواطر الحسنة يشر بالراحة والسعادة والإطمئنان ، فالتوبة تغسل النفس وتطهرها من الهم والحزن وتحول هذا الكرب الي أعلى مقامات السعادة .

3 - الصبر

الصبر من أهم طرق علاج الأمراض النفسية ، فالصبر علي المرض ذاته علاج للأمراض النفسية حيث يزرع الراحة النفسية في قلوب المكلفين والمفجوعين والمتألمين ومرضى القلوب والنفوس وذلك لأن الصبر دواء كل الأدواء وملم كل الآفات والأمراض .

4 - الدعاء

الدعاء نوع من أنوع الذكر ، والذكر يغفل النفس عن جميع الأضرار والمحن والمصائب والألام التي يعيش فيها الإنسان ، ويحضر النفس الي أعلى مراتب السعادة والإطمئنان ، وأن الذكر يتسم بأنه حالة نفسية عارمة تجتاح السالك الذاكر ليتحرك قلبه وجوارحه بالذكر ويصمت لسانه ، وإنه نسيان لكل شيء حتي حروف الذاكر ، فيتحرك قلبه وجوارحه بالذكر ويصمت لسانه ، والذكر طريق إلى الهدى ، ووصل بعد إنقطاع وإطمئنان للقلوب وحياة لها .

5 - الصلاة

إن وقوف الإنسان في الصلاة أمام الله -سبحانه وتعالى- في خشوع وتضرع يمده بطاقة تبعث فيه الشعور بالصفات الروحية والإطمئنان القلبي والأمن النفسي ، ففي الصلاة ينصرف الإنسان عن مشكلات الحياة وهمومها وعدم التفكير فيها ووقوفه في خشوع تام أمام ربه يبعث فيه حالة من الإسترخاء والهدوء النفسي ، والصلاة أثرها العلامي إلهام في تخفيف القلب الذي يعاني الناس منه ولذا فان الصلاة راحة عميقة وطمأنينة للقلب .

6 - الصدقة

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "داووا مرضاكم بالصدقة "

فالصدقة تزكي النفوس وتطهرها من الشح والبخل والطمع ، وتطهر الإنسان من الأضرار ، والإنسان أيضاً حينما ينفس كرب أخيه من خلال التصدق يشعر بالسعادة والفرح والسرور بفرحة أخيه

7 - الوقاية

والوقاية تأتي من خلال عدة أشياء منها : مجاهدة النفس ومراقبة النفس ومحاسبة النفس فالإنسان حينما يجاهد نفسه ويراقبها ويحاسبها يستطيع أن يتغلب علي الذنوب والمعاصي والأشياء التي تصيب الإنسان بالأضرار .

8 - الإغتسال والوضوء بالماء

إن الأمراض النفسية تأتي أحياناً من خلال وسواس الشيطان والشيطان خلق من نار والماء تطفيء النار وتقضي عليها ، والماء أيضا يذهب الرجس ويطهر الإنسان من النجاسة ويزيل الرائحة الكريهة .

9 - الصمت عن الاقول الخبيثة

إن الصمت يحمي الإنسان من مفاسد كثيرة منها : أنه يمنع الإنسان من الألفاظ الذي تضره وتدينه كالوعد بالشيء الذي يضر الإنسان ، وتحمي الإنسان من الجدل الذي يؤدي إلى الخصام ، ويمنع الغيبة والنميمة وغير ذلك من أضرار اللسان الذي أصابت هذا المجتمع بالفتن والقتل وغير ذلك من مفاسد الحياة التي فتحت مجال للطلاق وتخريب البيوت وتشريد الأطفال وجعلت الطفل يعيش في حالة حزن بسبب تفرق الآباء ، والخناق بينهما والمشاكل المستمرة فالصمت خير العلاج النفسي .