أنباء اليوم المصرية

ما لاتعرفه عن سبيل وكُتاب أحمد أفندي سليم

ياسر يوسف -

أنشأه أحمد أفندي سليم نقيب الأشراف في عهد الوالي العثماني قرة محمد باشا في المنطقة التي كانت تعرف قديماً بحكر الخازن، وذلك عام 1111هـ/ 1699م، ويقع في شارع أزبك المتفرع من شارع الخضيري بحي السيدة زينب

يتبع السبيل في تخطيطه النمط المحلي المملوكي في تخطيط الأسبلة، ويتكون من مساحة مستطيلة الشكل يتم الدخول إليها من باب مستطيل يؤدي يسارًا إلى حجرة التسبيل ويميناً إلى السلم المؤدي إلى الكُتاب الموجود أعلى السبيل، ويحتوي السبيل على واجهتين، ويعلو حجرة التسبيل الكُتاب الذي خصص لتعليم أطفال المسلمين القرآن الكريم والخط والكتابة، ويطل على الشارع بواجهتين، كل واجهة تتكون من عقدين يرتكزان على عمود أوسط مثمن

والأسبلة هي منشآت خيرية في الأساس، أنشأها الأمراء والسلاطين والحكام والأثرياء لسقاية المارة، كنوع من الصدقة الجارية

وظيفة الأسبلة المائية:
كان الاهتمام ببناء الأسبلة المائية عادة قديمة عند كل الملوك والسلاطين منذ القدم ، ولكن عند المسلمين أخذت طابعاً مميزاً بحيث سارع أهل الخير والأغنياء للتنافس فيما بينهم لعمل الخير ، ولذلك سارع السلاطين والأمراء والحكام على إنشاء الأسبلة المائية في الأزقة والطرقات وفي الأماكن العامة حتى يعم الخير ، وبذلك ينالون الأجر والثواب.
وتتعدد وظائف الأسبلة المائية إلا انها لم تقتصر على وظيفة توفير المياه للمارة فحسب؛ بل كانت لها وظيفة تعليمية، حيث كان يُلحق بها في الجزء العلوي منها في الطابق الثالث مكتب أو كُتَّابٌ ليتعلم فيه الصغار مبادئ القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم، وقد استمر الجمع بين وظيفة السقاية والتعلم في بناء الأسبلة المائية منذ فترة الحكم المملوكي، وهو الشيء الذي يعطي السبيل المصري خصوصيةً وتميزه عن الأسبلة المائية الأخرى التي أُنشئت في معظم مدن العالم الإسلامي.