أنباء اليوم المصرية

محمد عباس شوربه يكتب : حقيقة التَّوَكُّل في القرآن والفرق بينه وبين التوَاكُل

الكاتب/ محمد عباس شوربه
-

فرق كبير بين إنسان قلق يخاف من الغد والمستقبل

وآخر ترك أمره كله لخالقه فهو الذي خلقه وهو الذي يتولاه ويشفي مريضه ويسد دينه ويفك كربه.

وله ربنا يتولي أمره كله قال تعالي

وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا.

وقال

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ."

"ومن يتوكل علي الله فهو حسبه"

من توكل على ربه ومولاه في أمر دينه ودنياه ، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، وفعل ما أمر به من الأسباب، مع كمال الثقة بتسهيل ذلك وتيسيره.

{فهو حسبه} أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه به

فالتوكل هو تفويض الامر الي الله والاستعانه به في جميع الامور واعتماد القلب علي الله في استجلاب المصالح ورفع الضرر

والتوكل مقرونا بالسعي والحركه وعدم التقاعس.

قد يظن البعض أن معنى التوكل ترك الجهد والعمل والاكتفاء فقط بدعاء للخالق، وهذا ظن خاطئ، فإنما يظهر تأثير التوكل في حركة العبد وسعيه إلى مقاصده، وسعيه إما أن يكون لجلب مصلحة أو دفع أذي وفي كل الأحوال، على العبد أن يسعى، ويبذل ما يستطيع، ويعقد نيته وهو في سعيه متوكلا على ربه.

اما التواكل يتنافى مع العقيدة الإسلامية لما في التواكل من كسل وخمول والاعتماد على الغير.

مثال: أن تدعوا الله بالنجاح في الامتحان دون أن تدرس فهذا يسمى بالتواكل ، فإن الله يستجيب دعاء الذين درسوا، ثم توكلوا عليه واعتمدوا على توفيقه ثم دراستهم.

ويعرف بترك الأسباب بالتقاعس عن القيام بالأعمال ومتابعتها بحجة الاتكال على الله أو على الآخرين في قضائها تكاسلا. وعند المسلمين يتعتبر التواكل عادة قبيحة وممجوجة, ذلك لأن الناس ينسون أو يتناسون نصيحة الرسول محمد بـ (بأعقل وتوكل).

وعلى الإنسان التوكل على الرحمن في كل حاجة ولا يؤثر العجز يوماً على الطلب ألم يقل الله لمريم فهزي الجذع يساقط الرطب.

ولو شاء أن تجنيه من غير أن تهز النخلة لكانت جنت الرطب ولكن الله يريد أن يعلمنا بأن لكل شيء هناك سبب له, فلنتخيل حال امرأة ضعيفة وهي في حال النفاس فأنها بالتأكيد تكون أضعف ما تكون المرأة عليه والنخلة شجرة قوية يصعب هز جذعها القوي ولكن الله قال: (وهزي إليك بجذع النخلة...)فالله يأمرنا بالسبب لنتعلم, كان من الممكن أن يسقط لها الرطب بلا هز.