أنباء اليوم المصرية

فى ذكرى مولد نبينا الكريم .. كيف نقتدي بشخصه العظيم

صورة أرشيفية
أميرة عبد العظيم -

يقول الله - سبحانه وتعالى -:

" فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ "

وهنا وصفَ الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بلين الجانب لأصحابه فكانت الألفة بينه وبين أصحابه من أقوى ما تكون، وهو ما جعل كثيرًا من المشركين يتعجَّبون لهذه الرابطة القويَّة التي جمعته بأصحابه، حتى لقد وصف ذلك أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه حيث قال: ما رأيتُ من الناس أحدًا يحبُّ أحدًا كحُبِّ أصحابِ محمدٍ محمدًا.

وفي معاملته صلى الله عليه وسلم لأصحابه من حسن الخُلق ما لا يخفى، والأمثلة فى ذلك عديدة منها:

تلطفه صلى الله عليه وسلم وتباسطه مع أصحابه وممازحتهم
فقد كان أحد الصحابة رجلًا دميمًا، وكان صلى الله عليه وسلم يحبُّه، فأتاه النبي يومًا، وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلِني، مَن هذا؟ فالتفت فعرف النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وجعل النبيُّ يقول: مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟!!
فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ».

وكان صلى الله عليه وسلم يمزح معهم، ولا يقول إلا حقًّا.. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا»، قال بعض أصحابه: «فإنك تداعبنا يا رسول الله؟!»، فقال: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا»(رواه أحمد).

وكان الصحابة رضي الله عنهم يمازحونه لعلمهم بتواضعه وكريم أخلاقه معهم.

قال عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- : «أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ (أي: خيمة من جلد)، فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ»، وَقَالَ: «ادْخُلْ»، فَقُلْتُ: «أَكُلِّي ( قال ذلك من صغر القبة) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!» قَالَ: «كُلُّكَ. فَدَخَلْتُ» (رواه أبو داود).

رأى النبي صلى الله عليه وسلم صهيبًا وهو يأكل تمرًا وبعينه رمد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ممازحًا: «أَتَأْكُلُ التَّمْرَ وَبِكَ رَمَدٌ؟!!» فقال صهيب: «إِنَّمَا آكُلُ عَلَى شِقِّي الصَّحِيحِ لَيْسَ بِهِ رَمَدٌ»!! فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم» (رواه الحاكم)
إذن عزيزى القارئ إذا كنت تريد أن تحيى ذكراها فعليك أن تقتدى به صلوات الله وسلامه عليه
والسؤال هنا كيف تقتدي به صلى الله عليه وسلم؟
شَارِكْ صديقك في السراء والضراء وواسه وكن وفيًّا له مقتديًا في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم .

أَخْلِصِ النُّصْحَ لصديقك واحرص على مصلحته ونصحه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» .

أَحْسِنِ اختيارَ أصدقائك، فالمرء مرآة لصاحبه.

شَاوِرْ أصدقاءك فيما يجمعكم، ولا تنفرد برأيك دونهم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه.

كن هَيِّنًا ليِّنًا ولا تتعالَ على أصدقائك وتتفاخر عليهم، أو تزدريهم وتسخر منهم.

تخَلَّقْ بأخلاق الإسلام تكن مقتديًا به صلى الله عليه وسلم وتكن خير الأصدقاء.