أنباء اليوم المصرية

التضخم الحميد للبروستاتا بقلم د / رفيق عفيفي

د/ رفيق عفيفي
-

ما هي البروستاتا :

عبارة عن غدة موجودة لدي الذكور فقط

موقعها أسفل المثانة مباشرة

تحيط ببداية مجري البول بداية من عنق المثانة بطول ٣ سم تقريباً

شكلياً تشبة ثمرة التين

و تتكون من ٣ فصوص.. الفص الأوسط و الفص الجانبي الأيمن و الفص الجانبي الأيسر

و يتكون نسيجها من عدد كبير من الغدد ( المنطقة الوسطي و التي تتضخم مع تقدم السن) و كل غدة لها قناة و تتجمع كلها في قناة واحدة علي كلا الجانبين تصبان في مجري البول .. تصبان ما تفرزه الغدد و هو السائل المنوي .. دون الحيوانات المنوية.. و الذي يشكل البيئة المناسبة و كذا الغذائية لها.. حينما يتحدان في لحظة القذف.. للخروج عن طريق مجري البول..

و تغلف هذه الغدد بطبقة نسيج مسمطة خارجية ( و هي منطقة المنشأ للأورام السرطانية) و يغلف كلاهما غطاء خارجي يسمي بالكبسول ( نقطة التمييز بين الأورام الخبيثة الموضعية و ما خرج عن الكبسول فهي علامة لانتشار الورم)

أما عن وزن الغدة الطبيعية فهي تزن حوالي٢٥ جراماً تقريباً.

و يمكن قياس أبعادها و حساب وزنها عن طريق الأشعة التليفزيونية .

كما تفرز البروستاتا أجسام مضادة خاصة بها بمستوي معين إذا ذاد عن حد معين أفشي عن احتمالية تحول بعض نسيجها إلي ورم سرطاني.

و يسمي (PSA ).

متي تتضخم البروستاتا :

تضخم البروستاتا يتم كعملية طبيعية فسيولوچية مع تقدم السن و بداية من سن الأربعين تزامناً مع تغيرات أخري كظهور خصلات الشعر الأبيض بعدما كانت سوداء اللون.

هل تضخم البروستاتا.. مرض :

كما أسلفنا.. إنها عملية طبيعية عند الغالبية العظمى من الرجال

و تضخمها قد يؤثر سلباً علي بعضهم ببعض الأعراض المرضية.

ما تفسير هذا الكلام :

إذا تضخمت البروستاتا في الفصين الجانبيين في اتجاه مجري البول بالكيفية التي تعوق سريان البول تحدث بعض الأعراض الإنسدادية و إذا تضخم الفص الأوسط تنشأ بعض الأعراض المزعجة..

الأعراض المرضية الملازمة لتضخم البروستاتا :

عندما يحس المريض بالرغبة في التبول يجري إلي الحمام مسرعاً.. و لكن يتأخر نزول البول في البداية.. و إذا بدأ في الإنسياب كان تدفقه ضعيفاً و متقطعاً .. و يستغرق وقتاً طويلاً.. و يتبعة في النهاية انسياب بعض القطرات.. و بعد الإنتهاء يخرج المريض من الحمام يلزمه شعور بعدم التفريغ الكامل.. مما يستدعي عودته للتبول أكتر من مرة في فترات متقاربة.

و من العلامات الخاصة بتضخم الفص الأوسط هي زيادة عدد مرات التبول و خاصة في الليل مما يتسبب في الأرق الدائم

و في بعض الحالات قد لايتحكم المريض في إحكام البول.

و في بعض الأحيان.. يحدث إمتلاء شديد في المثانة مع عدم قدرة المريض علي التبول و هذا ما يسمي بالإحتباس البولي و يستلزم تدخل فوري بتركيب قسطرة بولية وبالتالي راحة فورية للمريض فالإحتباس البولي يسبب ألماً غير محتمل..

الإحتباس البولي هو أكبر مشكلة يمكن أن تحدث مع تضخم البروستاتا :

وهناك مشكلة كبيرة.. فبعض المرضي يهمل كثيراً.. لدرجة أن الإنسداد يؤثر سلباً بارتداد البول لأعلي محدثاً انتفاخ في كلا الحالبين و الكليتين و أحياناً قد يأتي متأخراً بأعراض الفشل الكلوي و الذي قد يتحسن بطريقة دراماتيكية بمجرد تركيب قسطرة بولية لعدة أيام قد تطول أو تقصر.

وعن كيفية تشخيص المرض :

طبعاً.. الأعراض تأتي في الصدارة.. و لكن لا بد من عمل بعض التحاليل أهمها :

تحليل بول و وظائف الكلي و نسبة السكر في الدم

و من الفحوصات اللازمة هي تحليل دلالات أورام البروستاتا

و الدي سبق و أطلقنا عليه ( PSA )..و ذلك لاستبعاد أي اشتباه لوجود ورم سرطاني

مع عمل أشعة تليفزيونية علي البطن و الحوض مع قياس حجم البروستاتا و كذا كمية البول في المثانة حال امتلائها.. و كذا كمية البول المتبقية بها بعد تفريغها.

و أخيراً.. ماذا عن طرق العلاج :

الفئة الأولى :

بعض الحالات البسيطة تحتاج فقط إلي إطفاء بعض الطمأنينة و علاج الإلتهابات إن وجدت و كذا علاج و ضبط السكر إن وجد و تقديم بعض الإرشادات في تنظيم شرب السوائل و كذا الانتظام في مواعيد دخول الحمام و تجنب الإمساك و الأغذية الحريفة و تجني أدوية البرد و الحساسية ( و التي قد تسبب احتباس بولي مفاجئ )

الفئة الثانية :

بعض المرضي تستجيب بصورة ممتازة للعلاج الطبي بالأدوية التي تعمل علي انبساط منطقة عنق المثانة و البروستاتا.. مما يسهل عملية سريان البول بسهولة و يسر.

و نضيف أن هناك بعض المرضي الذين يعانون من أمراض أخري يستحيل معها التدخل الجراحي بأي شكل لاستحالة تخدير المريض و تعريض حياته للخطر.

الفئة الثالثة :

و هي التي تحتاج إلي ضرورة التدخل بإحدي الطرق الآتية :

١ - الإستئصال جراحياً :

و ذلك في حالات التضخم الحميد و الذي قد يتعدي ال ٢٠٠ جم.. و خاصة إذا ما ارتبط مع وجود تضخم شديد في الفص الأوسط.. أو.. وجود جيوب كبيرة في جدار المثانة.. أو.. وجود حصوات كبيرة في داخل المثانة.

٢ - إستئصال البروستاتا باستخدام المنظار :

و هذه الطريقة تناسب الغالبية العظمى من المرضى.. و.. قد مرت هذه الطريقة بعدة تطورات.. أحدثها التبخير.. و.. نتائجها بحق مذهلة.. حيث يتعافي المريض تماماً في غضون عدة أيام قليلة.