أنباء اليوم المصرية

المخدرات . . .أسباب وحلول

-

كتب - محمد فاروق

وهب الخالق سبحانه وتعالى الإنسان مجموعة من النعم قال عنها :" وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا . . . " ، ومهما تعددت نعم الله على مخلوقاته تظل نعمة العقل من أعظم النعم فبها ارتقى الإنسان على جميع المخلوقات ، لذا فمن يسلبه الله نعمة العقل لا يُحاسبه عما يقوم به من أعمال ، بل إن علماء الشرع قد أقروا دية القتل كاملة لمن قام بإذهاب عقل أخيه أى من قام بعمل أدى إلى ذهاب عقل إنسان أى أدى لإصابته بالجنون فتجب عليه دية مساوية لدية من قتل إنساناَ وذلك لعِظم وأهمية هذه النعمة.

لذا أتعجب أشد العجب ممن يقوم بإنفاق مدخراته فى ذهاب عقله من أجل نشوة مؤقتة يعقبها حسرة وألم وذلك من خلال تناول مواد تقوم بسلب عقله وإرادته تجعله يتصرف كالمجنون أو الطفل الذى لا يعي ويظل هاكذا حتى يفيق من سكرته ويصحوا من غفلته فيجد نفسه قد ارتكب من الحوادث والفواحش ما لا يستطيع إصلاحها فيكون الندم والخزى والعار الذى يلازمه ما تبقى من حياته ، وكثيراً ما رأينا أحد شباب العائلات المحترمة الذى قد تورط فى قضايا سرقة أو قتل نتيجة إدمانه للمخدرات.

ورغم القبضة الأمنية الشديدة التى تحارب تجار المخدرات ومروجيها دون هوادة إلا أن المخدرات قد انتشرت وبشكل كبير خاصة بين الشباب وقد تعددت أشكالها ومسمياتها مع تفاوت الأثر المدمر لها على الحالة النفسية والصحية والإجتماعية على مدمنيها ومتعاطيها ، وقد قامت الحكومات المتعاقبة بمحاولة حل هذه المعضلة عن طريق تشديد العقوبات التى وصلت لحد الإعدام فى كثير من قضايا تجارة المخدرات إلا أن إقبال الشباب على هذا النوع من الإنتحار البطيئ قد زاد من رواج هذه التجارة المحرمة ، لذا كان من الواجب إلقاء الضوء على الأسباب الحقيقية لإقبال الشباب على هذه العادة البغيضة.

بادئ ذي بدء فالأسرة هي السبب الرئيسي فى معظم الأحيان فى جنوح الشباب للإنجراف إلى هذا المسلك المدمر والذى يقضي بدوره على مستقبل بل لا أبالغ إن قلت على حياة أبنائنا وفلذات أكبادنا الذين تغافلنا على إمدادهم وتحصينهم بالمبادئ الخُلقية والدينية وبناء شخصية قوية تستطيع التحكم فى إرادتها وعدم الإنسياق وراء الرغبات الزائفة ولديها القدرة على التفرقة بين كل ما هو نافع وضار ولديها الشخصية القوية التى لا تتأثر بالأفكار الخبيثة من المحيطين بها ، ولكننا نرى أسراً مفككة لا يقدم الآباء لأبنائهم سوى المال دون اهتمام بغرس خلق أو مشاعر أو مبادئ فترى أن توفير النفقات هو مسئوليتها الأولى والأخيرة فتهتم ببناء الأجسام مع إغفال العقول والقلوب ، ولا تستيقظ لسوء هذا الفهم إلا مع حدوث كارثة نتيجة إدمان الأبناء لتعاطي المخدرات فتبدأ مرحلة من العناء بل والعذاب لإصلاح هذا الخطأ الفادح فى تربية أبنائهم وتفشل كثير من هذه الأسر فى استعادة أبنائهم مرة أخرى.

أعجبني

تعليق