أنباء اليوم المصرية

وليد عبد الجليل يكتب : لسنا في زمن الأنبياء

وليد عبد الجليل
وليد عبد الجليل -

نعم لسنا في زمن الأنبياء و لسنا من سكان المدينة الفاضلة

ولسنا في غابة يأكل فيها القوي ضعيفنا و لكنها دنيا يقهر فيها الضعيف المتغطرس القوي المتواضع.

نعم فقد صار التسامح ضعفاً و التواضع جبناً و الوفاء قلة حيلة .

إذا كان ظلم الٱخرين إثماً فإن ظلمك لنفسك و تهاونك في حقها خطيئة .

و إن كان ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فما استحق أن يعيش من تهاون في حق نفسه.

تسامحك مع السفيه نقيصة و تهاونك مع المتبجحين ضعف و تغافلك عن حقوقك ذل .

لا تقبل بأنصاف الحلول فتصبح قليل الحيلة و تعيش علي فتات الآخرين.

العالم يتعاطف مع الضعفاء و يمطرهم بوابل من الشجب والشفقة و التنديد و لكنه لا يحترم و لا يهاب إلا الأقوياء .

لا تضع أحدا فوق قدره فيضعك دون قدرك فهو يكمل نقيصة نفسه من ذل تواضعك.

ما ذل عزيز إلا بالتهاون في حقه تحت مسمى التسامح و ما تبجح وضيع إلا بما يراه من تواضع خصمه فما تكبر فرعون إلا بتهاون قومه فقال عنه الله سبحانه و تعالى ” استخف قومه فأطاعوه" .

لا تؤمن بمقولة من يضحك أخيرا يضحك كثيرا لا تقبل أن تكون أضحوكة بل اضحك أولا و ثانياً و أخيراً .

لا تعش بقلب محارب و أخلاق فارس و هيئتك مغلوب على أمره .

فالأسود تموت في الغابات جوعاً و لحم الضأن تأكله الكلاب

فالعالم لا يهتم بمن تكون و لكن بما تبدو عليه .