أنباء اليوم المصرية

خط أحمر

تعبيرية
شادية بكرى -

كرامة المرأة في قوة الرجل،، وقوة الرجل في عفة المرأة،،،، المرأة ذلك الكائن الشفاف الذي يسير بقلبه قبل عقله،، تحتاح لذلك الرجل الذي يستخدم عقله وشهامته قبل قلبه،، ومن هنا يحدث التكامل بينهما، فهي تمنحه القوة التي تعتبر وقودا له في الحياة،، وهو يهبها الأمان والاستقرار.
كرامة المرأة هي المؤشر الحقيقي على الرجولة والشهامة والنخوة، ففي اي مجتمع اذا ما وجدنا كرامة المرأة مصانة عرفنا ان رجاله أقوياء شرفاء..
وعلى النقيض من هذه الصورة الجميلة نجد هناك رجالا لا يحترمون زوجاتهم ويعتبرونهم ملك لهم وانهن بلا احساس فيتعرضن للاهانات اللفظية وكذلك الضرب وهنا خط أحمر لا يمكن تجاوزه، والذي ساعد على ذلك نظرة المجتمع لأننا تربينا على لا وجود الكرامة بين المرأة وزوجها، اصبري علي إساءة زوجك واهانته المستمرة، تنازلي حتى تستمر الحياة الزوجية، تنازلي من أجل الأبناء، تنازلي وتحملي، عيشي ضعيفة ذليلة، هل هذه هي الحياة الزوجية، هل هذه هي المودة والرحمة التي اوصي بها الله سبحانه وتعالى في آياته
قال تعالى ( ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) فعلي كلا من الزوجين استيعاب هذه الآية حتى يحافظ كل طرف علي مشاعر وكرامة وأحاسيس الطرف الآخر.
كلامي هذا ليس تحريضيا ولكنه جرس إنذار للنساء،، عليكي الا تلتزمي الصمت على الإهانة ولكن عليكي ان تلفتي نظره بشكل مهذب وان توضحي له ما يحدث في نفسيتك لان الصمت على تصرفاته السلبية يجعله يتمادى، وكل هذا طبعا يؤثر على تربية الأبناء بالسلب، ولابد ان يكون رفضك لتصرفاته بالحجة والأسباب المقنعة بعيدا عن الطرق الاستفزازية التي قد يكون لها تأثير سيء على العلاقة وليس العكس.
ولكن نصيحتي لكي اختي،، عليكي ان تفرقي بين الإهانة التي لا يمكن قبولها كالخيانة او الإساءة لكرامتك. وبين المواقف والمشاكل التي يمكن التجاوز عنها والسماح فيها.فقد تقع بعض الأمور المستفزة مما يجعل الرجل يخرج عن مشاعره لذلك المرأة الذكية لا تحكم على تصرفاته وقت الغضب وعليها ان تسامح حتى لا تفتح أبوابا للمشاكل الزوجية.
فالزواج في معناه الشامل يهدف الي الدمج بين ذكر وأنثى، جسدا وروحا حتى يصيرا كأنهما شخص واحد، هذا الشخص من الغباء ان يخاصم نفسه، ان يهجر أفكاره، ان يتكبر على ذاته، والا لم يطلق عليه شريك الحياة (النصف الاخر) ان لم يكن جزءا منه مكملا له. ااتمنى ان يكون كلامي هذا سببا في التصالح بين الأزواج واعادة المياه الي مجاريها،، ان الساعي نحو الاخر سواء كان ظالما او مظلوما هو المنتصر، هذا الانتصار لا يكون على غرور شريكه فقط، بل هو انتصار على الشيطان كذلك، يكفي ان يفكر كل واحد في محاسن الأخر وان يعددها في نفسه ليأخذ زمام المبادرة، اتمنى السعادة والاستقرار للجميع أن شاء الله تعالى