أنباء اليوم المصرية

من أسماء الله الحسنى ( البارئ )

كتبت ـ نبيلة عبد الفتاح -

البارئ في الإسلام هو أحد أسماء الله الحسني . وتعددت تفسيرات العلماء في معني كلمة ( البارئ ) في القرآن .
منهم من قال أن البارئ معناها : واهب الحياة للأحياء، والسالم الخالي من أي عيب،
ومنهم من قال : برأ الله الخلق: أي خلقهم، وأوجدهم من العدم.
ويقال برأَ إذا تخلص، كما في قوله تعالي {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة من الآية:1]. قالوا هذا إعذار وإنذار, بمعني أعذر وأنذر .
وتقول مثلاً برأَ الرجل من هذا المرض..برأ أي أنه تعالج منه, برأ وصار صحيحًا بعد أن كان عليلاً٧ فتخلص من هذا المرض • ويقال برأ أي تنزه وتباعد .

البارئ هو: الموجد، المبدع، من برأ الله الخلق أي خلقه. وبهذا يكون مرادف ومشابه لاسم الله (الخالق).

البارئ: الذي فصل بعض الخلق عن بعض، أي: ميَّز بعضهم عن بعض، وهذا مثل ما قلنا برأ الشيء بمعنى قطعه وفصله. ميَّز الخلق هذا أبيض وهذا أسود، هذا عربيّ وهذا أعجمي .

البارئ يدل على أنه تعالى خلق الإنسان من التراب قال: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه:55] لأنه في لغة العرب يقولون: البرىّ هو التراب .
البارئ هو: الذي خلق الخلق بريئا من التفاوت: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك:3]، أي خلقهم خلقًا مستويًا، ليس فيه اختلاف ولا تنافر، ولا نقص ولا عيب ولا خلل.

أدلة هذا الاسم من القرآن :

ورد اسم الله البارئ في قوله تعالى:( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) " سورة الحشر"

وورد مرّتين متتاليتين وصفاً، في قوله تعالى: ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )