أنباء اليوم المصرية

الغربة والإستسلام وضياع معنى الإحسان

أميرة عبد العظيم -

حينما يكون الحديث عن الغربة فنحن بصدد الحديث عن العلاقات الأسرية بصفة خاصة والإجتماعية بصفة عامة.

نعم الغربة سلاح فتاك يفتك بكل معانى الود فالغربة ماهى إلا إنفصال الرأس عن الجسد لأن الغربة فى معناها الحقيقي ماهى إلا نوع من أنواع التفكك الأسري سواء تمثل ذلك فى الغياب الطويل الأمد للأب عن أبنائه أو أن يبتعد الإبن عن آبائه ولكن الغاية والهدف من السفر ودواعي الغربة يكون واحد وهو العمل فى الخارج وتحصيل الأموال لمواجهة التحديات المادية والمعنوية التي تفرضها المعيشة على كافة مستوياتها

إذن نحن واياكم أمام قضية صعبة للغاية فهى فى حد ذاتها تعتبر قضية العصر التى تواجهها الإنسانية المصرية

وغير المصرية فالمسألة مسألة مواطنة

لم يألف عليها من جرفتهم الغربة فى بحر سنواتها العجاف

ولنعلم جميعاً أن حب الوطن فطرة في داخل الإنسان ينبض به قلبه، وتسرى بداخله سريان الدم في العروق........

ولهذا السبب فإن الإنسان إذا غادر وطنه لضرورة يبقى الشوق والحنين إليه وينبض به قلبه.

فالوطن هو المكان الذي ولد وتربى ونشأ فيه الأبناء والآباء والأجداد والأهل والأحباب والأصحاب .

فحب الوطن غريزة تحملها النفس تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه ويدافع عنه ويغضب له .

لذا فإن الغربة إذا كان لابد منها فيجب على من إبتلىَ بها أن لايترك لها فرصة

أن تأكله وتنسيه كل جوانب الإحسان والتى تتمثل في حفظ معالم المودة والرحمة لكل من الآباء والأبناء.

لا أريد الإطالة ولكنى وددت أن أوصل رسالة لكل من جرفته الغربه فى طريقها وإعتاد عليها وتعابش معها متخذ كل الحجج سبيلاً ومبررا لقطع رحمه ونسيان وطنه وأرضه ومسقط رأسه.....والله لو إجتمعت أموال العالم كلها فى أيديكم وأنتم لا تفوت حقوق

ذويكم فأنتم ماكنزتم إلا ماهو هباءا منثورا فلا مال ينفع بدون صحة ولا والد ولا ولد.

لاتكن أسير المال بلا عنوان فكثير المال لايصلح كسير الحال