سُـــؤَالٌ فِقْـــهِيٌ
قراؤنا الأعزاء لقاؤنا يتجدد بحضراتكم في لقاؤكم الفقهي المبارك ( ســؤال فقــهي ) والذي نجيب فيه على أسئلتكم الدينية الواردة على الصفحة الرسمية لجريدة وموقع أنباء اليوم المصرية ، والتي يقوم بالرد عليها نخبة وكوكبة من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف .
ومن الأسئلة الواردة إلينا :
1 - هل إنفاق الرجل على أهل بيته مستحباً أم واجباً ؟
2 - وورد إلينا أيضاً سؤال جاء فيه ما حكم الصلاة بالحذاء ؟
ويجيب عنها فضيلة الشيخ / أحمد علي عطية حبيب
الواعظ بالأزهر الشريف فيقول فضيلته :
الحمد لله رب العالمين وبعد : نجيب عن السؤال الأول إن شاء الله وتوفيقه فنقول :
اتفق العلماء على أن إنفاق الزوج على زوجته وأولاده واجب ، وذلك لعموم قول الله تعالى " لينفق ذو سعةٍ من سعته .. " وقوله تعالى " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم .." ، ويأثم الزوج شرعاً إذا كان مستطيعاً ولا ينفق ، بل إن عليه أن يستدين للإنفاق على زوجته وأبنائه ، لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت "
فيجب على الزوج أن يوفر كل مستلزمات الزوجة والأبناء من حاجات ضرورية وكما هو متعارف عليه بين الناس ، وذلك لايعني أن تكون المتطلبات تعجيزية بهدف إرهاق الزوج بالمصاريف التي تفوق طاقته ، وإمكانياته المادية ، بل يجب أن تكون ضمن المعقول الذي يضمن حياة كريمة للزوجة والأبناء .
وأجمع العلماء أيضاً على وجوب نفقة الوالدين المعسرين على ولدهما بما فَضُلَ عن قوته ، قال ابن المنذر : ( أجمع العلماء على وجوب نفقة الوالدين اللَّذَين لا كسب لهما ولا مال ، سواء أكان الوالدان مسلمين أو كافرين ، وسواء أكان الفرع ذَكَراً أو أنثى ، لقوله تعالى " وصاحبهما في الدنيا معروفاً .. " )
والذي يظهر أن الوالدين غير المعسرين ولهما من المال ماينفقانه على أنفسهما لاتجب نفقتهما على ولدهما ، إلا أن النفقة عليهما من تمام الإحسان إليهما ولو كانا غير محتاجين لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن أطيب ما أكلتم من كسبكم ، وإن أموال أولادكم من كسبكم " ، هذا والله أعلم .
ويجب فضيلته عن السؤال الثاني وهم حكم الصلاة بالحذاء فيقول : الحمد لله رب العالمين وبعد :
معلوم أن الطهارة من شروط صحة الصلاة ، إلا أنه تجوز الصلاة بالحذاء طالما أنه طاهر وجاف وليس فيه نجاسة أو شيء رطب ، وهذا من السنة لقوله - صلى الله عليه وسلم - " صلو في نعالكم ، فإن اليهود لا يصلوا في نعالهم "
والأفضل أن لايقرأ القرآن أثناء لبس الحذاء ، والله تعالى أعلم .
وفي الختام نتوجه بخالص الشكر إلى فضيلة الشيخ / أحمد علي عطية حبيب الواعظ بالأزهر الشريف .
متابعينا الكرام لقاؤنا يتجدد بكم إن شاء الله وتوفيقه يوم الأربعاء من كل أسبوع ، ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن نكون قد وُفِّقْنا في إفادة حضراتكم ، كما يسعدنا أن نتلقى أسئلتكم واستفساراتكم على الصفحة الرسمية لجريدة وموقع أنباء اليوم المصرية https://www.facebook.com/anbaaalyoum/
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته