أنباء اليوم المصرية

وليد عبد الجليل يكتب لهفة الانتظار ”خاطرة ”

-

و يمضي قطار العمر و تنقضي أيامه وتلوذ بالفرار لياليه و مازال كل منا ينتظر و قد يضيع العمر كله في الانتظار .
ننتظر الغد الذي سيأتي بمفتاحه السحري يحل المشكلات ويذلل الصعاب و يبدل الأحوال و يعيد الابتسامة المفقودة لتلك الشفاه الحزينة و يمسح تلك الدمعة الحائرة من عيون أضناها السهر و أرهقتها قسوة الأيام.
ننتظر انقضاء اليوم بهمومه الثقيلة وكأنه ليل طويل يأبى الرحيل سيأتي من بعده فجر مشرق يضيئ لنا الحياة ذلك المجهول الذي رسمت ملامحه أحلامنا و رغبتنا في الحياة الذي نتحمل من أجله الحاضر المرير و نضحي في سبيله بالغالي و النفيس ذلك البطل الأسطوري الذي سيحرر أسر نفوسنا من شقائهاو يعيد الأمور إلى نصابها .
ننتظر الصغير الذي سيكبر و الغائب الذي سيعود و المريض الذي سيشفى والحلم الذي تأجل و الوعد الذي قُطع و العهد الذي سطر بين طيات النسيان.
نعم ننتظره مهما طال غيابه فهو الأمل الذي نعيش عليه ومن أجله هو سر بقائنا هو الذي نستمد منه قوانا التي تعيننا على التحمل ذلك الأمل الذي أمرنا به الحق سبحانه و تعالى في كتابه العزيز بقوله : ” فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون” و بشرنا عز و جل بقوله ” فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا "