أنباء اليوم المصرية

وليد عبد الجليل يكتب - ريشة في مهب الريح

-

ما أقسى تلك الحياة و ما أهونها حين تتلاعب بنا بين حزن و فرح و أمل و يأس و عسر و يسر و قرب و فراق .
و تلك النظرات الحائرة بين الممكن و المستحيل بين ما كان و ما صار و ما سيكون و بين ما تمنيناه وما أصبحنا عليه.
سلسلة من التناقضات و كأنها مسرحية عبثية نؤديها مخيرين مسيرين على مسرح الأيام وهم تلو وهم و حلم يبدد حلماً و لا نفيق .
تتبدل الأدوار فيصير الصديق عدواً و الخائن وفياً و يخوٌن الأمين و يصبح البطل نسياً منسياً و يتحول التافه بطلاً بلا منازع.
و نتخلى عن طموحاتنا و عن أدوارنا و أحلامنا و نتكيف مع الأدوار البديلة و كأننا تعلمنا الدرس من الديناصورات نخشى الانقراض و نرضى بما صرنا إليه شئنا أم أبينا.
وتدور بنا الدوائر و تفتتنا المحن و تفرغ ما بداخلنا فنصبح أجساداً سائرة علي وجه البسيطة كأعجاز نخل منقعر فقدت الإحساس بالزمان و المكان أو كأصنام الجاهلية الأولى يعظمها التافهون و هي لا روح و لا إحساس و لا حياة.
كريشة في مهب الريح ترفعها لأعلى موضع و تهوي بها أسفل سافلين و هي مسلوبة الإرادة لا فعل و لا تفاعل و لا حياة.