أنباء اليوم المصرية

الإنطواء والعزلة

-

بقلم- أميرةعبد العظيم

إذا كنت من أولئك الأشخاص الذين يميلون إلى الجلوس بمفردهم فأنت

بطبيعة الحال تكون ممن يميلون للعزلة

فقد يتولد لدى البعض منا هذا الشعور منذ الصغر وقد يصاب به الفرد في بعض الأحيان فى مراحل عمرية مختلفة

ولكن تُرى ماهى الأسباب الحقيقية وراء إنتشار هذه الظاهرة فى عالمنا المعاصر وبشكل كبير لدرجة أنها أصبحت بمثابة أزمة قائمة تستدعى القلق وخصوصاً بين فئات معينة من الشباب؟

إن نشأة الشخص فى بيئة غير إجتماعية منذ الصغر تجعله أكثر ميلاً للوحدة والإنعزال وخاصة إذا كان كل من الأب والأم يتمتعان بنفس الصفة

ولكنى أرى ومن وجهة نظري المتواضعة أن من أهم هذه الأسباب الحقيقية التى أدت إلى إلى إنتشار ظاهرة الإنطواء والعزلة هو مواقع التواصل الإجتماعي التى أصبحت بمثابة الفرصة الممتدة لتفاقم هذه

الأزمة

فمن المعروف أن الحياة اللإفتراضية التي تفرضها علينا هذه المواقع تساعد في الترفيه عن النفس بالعديد من الأساليب.

فهذه المواقع أثرت بشكل مباشر وسريع بل وبمساحة كبير في القضاء على الحوارات والأحاديث المتبادلة بين الأشخاص بعضهم البعض وخاصةً في محيط الأسرة فكل فرد فيها يجلس مع جهازه المحمول أو أمام شاشة الكمبيوتر ليقضي معظم وقته معه وكأنه صديقه المخلص وأسرته الإفتراضية .

فالجلوس لوقت طويل على الإنترنت يكون هو الطريق الأمثل لهروب الأشخاص الذين يميلون إلى العزلة والانطواء.

وعلينا أن لاننسى أن الجلوس في مكان منعزل وشرود الفكر في معظم الأحيان وقلة الحديث مع الاخرين حتى أثناء مشاركتهم فى بعض الأعمال تكون مشاركتهم غير فعاله ويرجع السبب في ذلك إلى إفتقار الذكاء الإجتماعي وعدم القدرة على التواصل مع الأشخاص المحيطين به فالشخص الذي يميل إلى العزلة والانطواء عادةً لا يكون لبقًا في حديثه ولا يجيد التعامل مع الناس من حوله.

بل وينتابه الشعور بالغربة حتى فى وجود أشخاص آخرين وهذا يكون شعور داخلي وقد يظهر في انطباعاته وتصرفاته لأنه لا يتمكن من السيطرة عليها.

والسؤال الهام كيف يمكن الوصول إلى

نقطة التحدى للتغلب على هذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة؟

عليك أولاً بممارسة الرياضة الجماعية

والتى من خلالها يمكن التعرف على بعض الأصدقاء

والأهم من ذلك كله هو ضرورة وضع

أهداف في الحياة حيث أن الشخص الذى يكون لديه خطة وهدف يسير عليه غالباً ما يتجاوز هذه المشكلة

وذلك بتحقق من خلال سعيه وراء تحقيق أهدافه.