أنباء اليوم المصرية

الفلسفة الوهميه !

-


بقلم / محمد التهامي العليمي .


دعونا لا نقول أن الفلسفة هي مرحلة من المراحل العلمية ، أو أنها عبارة عن مادة علمية ، أو أنها هي الذي ينبثق منها الفروع الفكرية المنطقية ولا ذاك من هذا القبيل ، ولكن دعونا نقول جميعاً الفلسفة الهابطة أو الفلسفة الوهميه بالمعني الحرفي الدقيق.


نعم اتحدث إليكم عن الفلسفة في الجانب المظلم العبثي الهوائي في الجانب الحياتي والجانب الواقعي ،حيث أن كثيرون منا علي قيد الحياه يعيش ويتعايش ومستهلك ولا زال يستهلك اكثر فأكثر ، ولكن قليلون منا علي قيد العقلانية أو بلأصح علي قيد التفاني والنجاح الداخلي والايمان بأن النجاح الداخلي هو الأعظم والايمان بأن النجاح ليس حُلما إلا لمن يمتلك الأمكانيات كما يزعمون الاغلبية ولكن النجاح ، هو ياعزيزي انك مُصر علي المُضي مهما كانت الشماعه التي سوف تضعها في الدولاب الحجي ، حيث إذا نظرنا الي الفرق بين الرغبة والإرادة نجد أن الإرداة هي العامل المساعد للوصول الي الرغبة في النجاح ، فالإرادة هي القدرة علي علي تحقيق الرغبة في النجاح والعمل علي توفير السبل للوصول الي هذا النجاح الداخلي التي يتم تجسيده علي أرض الواقع ، و خلق الفرص وليس البحث عنها.


نعم ياعزيزي إن فلسفتنا الهابطة الوهمية تعطي لنا سُبل ساذجة خُزعبلية ليس لها فائدة لما نرجوه ، ولكن الفلسفة الصحيحة الصائبة بلفعل هي فلسفة الرضا بما أعطاه الله لك والعمل علي تعزيزه ونجاح الأمكانيات المتاحه لك وتجهيزاها وتئهيلها للنجاح الفعلي الداخلي ، وهنا تكون في أعلي مراتب النُصح الأرشادي لكل القوي الايمانية المتاحة لك وتحريك القوي الخفية والقوي الظاهرة من خلال الدافع الايماني بالحلم الموقر للوقوف علي ناصيتهُ والدفاع عنه وكأنك تري هذا النموذج الحقيقي الذي كان علي ارض الواقع وإذا رأينا امثلتنا الرائدة نجد أن من أعظم النبلاء منا ، من كان يسكن في الدُني الخَافت حتي أن وصل الي الضوء اللامع والزاهر حتي ان وصل الي الي أعلي الأوسمة في العالم كله.
رجل كان يعيش علي ضفاف النيل القامع وكان فلاح نشأ وتربي في قريه عفا عليها الزمن ومرت عليها العصور الأزليه الي ان ظهر هذا البطل الذي غير كل المؤهلات الفكرية ليس لنا فقط ولكن غير كل المؤهلات الفكريه للعالم أجمع، ألا وهو الرئيس الراحل " محمد أنور السادات " رحمة الله عز وجل في علاه .
وهكذا شاء القدر الي ان يصبح رائد السلام في المنطقة العربيه في ذلك الوقت الكامن ، و وقف العالم كله وقفه اعتزاز والعالم العربي بافتخار!


حيث كان يسكن في قريه ميت "أبو الكوم" محافظة المنوفية ، لم يغريه تلك الفلسفة الفارغه التي اصابت الجميع من هوس الشهرة والافتخار العلني والسعي وراء المكاسب والسلطات والتحافي وراء مارثون الأضواء التي هي خافتة ، ولكن لا يعلمون ذلك وكل ما يصُيبهم هو الشهره الفاجعة والصعود الي المراكز والمناصب الاجتماعيه الفانية وليست ابديه ، وهنا حيث كتب لنا " محمد أنور السادات " في مُذكراته وكتبه.


" ان النجاح الداخلي قوة دائمة مطلقه لا تخضع لأي مؤثرات خارجيه علي عكس النجاح الخارجي الذي يهتز ويتغير من وقت الي اخر حسب الظروف والعوامل الخارجيه فقيمته دائما نسبيه ،أغلب الناس يبهرهم النجاح الخارجي وما يصلون اليه من مناصب ومال وسلطة ومراكز اجتماعية باختصار صورتهم في نظر الغير ولذلك إذا تغيرت هذه الصورة لسبب او لأخر اهتزوا وأصابهم الإنهيار .. فهم لا يعرفون الصمود لأنهم لا يعرفون الصدق مع النفس ام مع الاخرين فالغاية عندهم دائما تبرر الوسيلة ،أم انا فقد درجت علي ان تكون صورة الذات في نظري أهم عندي من صورتي في نظر الناس .. رئاسة الجمهورية ليست اكبر عندي من انور السادات ، فأنور السادات هو نفس أنور السادات في أي موقع وتحت أية ظروف .. انسان ليست مطالبه خاصه لنفسه ومن ليس بحاجة الي شئ فهو سيد نفسه.
فلأعتماد علي النجاح الخارجي يبعد الانسان عن ذاته .. والجهل بالذات هو أسوأ ما يمكن ان يصيب المرء اذ تنتشر الظلمة داخل النفس .. وبانتشارها يفقد الإنسان الرؤية وتضيع عنه معالم الطريق فيصبح سجيناً داخل نفسه منعزلا عن كل ما عداه .. وبهذا يفقد كيانه كإنسان "


هكذا قال السادات.... نعم أصابها السادات واعلنها بالفعل " من ليس بحاجة الي شئ فهو سيد نفسه " . نعم سيد نفسه يا عزيزي وليس سيد الاضواء والشهرة الجافيه ، فأقولها صريحة و مدوية يجب أن نكون كلنا انور السادات في انفسنا . حتي وإن لم يكن في انفسنا فهو في قلوبنا جميعا وانا لا اشُك في ذلك .
لذلك وصل هذا الرجل الصامد العظيم الي أن قال الناس عنه " رجل عاش من اجل السلام ومات من اجل المبادئ " حقا كما كان يرغب قبل موته. وهنا ليس السادات فقط ، ولكن هناك من هؤلاء الأشخاص النبلاء الكثير و الكثير ونحنُ لا ندري .


ولكن نحن فكلنا متفلسفون للشهرة نعم جميعا نرغب في ذلك ، انا لا استثني أحداً ، كلنا منتقبين الألقاب الفارغه كلنا نحب ذلك ، ولكن هل كلنا نمتلك تلك الفرصه لكي نكون نبلاء أم لا ؟  وإذا لم نجدها نصنعها بعقلنا الواعي ولا نستدعي الا النجاح الداخلي .


فهناك نبلاء وأُناس كثيرون نحن لا نعلم عنهم شئ ولكن هم من يصنعون المستقبل هم من يحددون طريقم الي درب العظماء ويشقُوه بأيديهم العالية ، وبأفكارهم التي أخذت عهد علي نفسها أن تفتك المستحيل وأن تنتهك كل الشعارات الفاسدة والصراع وراء الوصول للأضواء والسعي وراء الألقاب والتُرهات الخزعبلية ،  و وراء الشهرة العفنه وتقول لنفسها .....، مرحبا بك أيها النجاح ناهضت وتعبت وكافحت من اجل الوصول إليك في أمان وسلام داخلي ، فهنا وصلنا لأقصي دراجات العظمة الأبدية.


ففكر ياعزيزي أن تكون انت ولا أي شخص أخر يكون مثلك فكلنا نبلاء ولكن لمن يمتلك الإرادة والايمان بالله والعزيمة علي أن تكون من النبلاء ، والأهم أتكون مم من يُتقن النجاح الداخلي فقط ، ولا تعتمد علي النجاح الخارجي .
واعلم أن ما أنت ساعِ إليه ،هو ايضا ساعً إليك.