أنباء اليوم المصرية

عندما عرف القلم

-
 
بقلم -راندا عطوان
 
اعتدت حينما اكتب أجلس وأفكر كثيرا فيما أكتب ، وأختار موضوع لأكتب فيه
أوقات أخرى أتاثر بمن حولى شخص ما أو حدث ما ، أو موقف ما فيتثيرنى لأكتب لكن هذه المرة اخذت قرار مختلف ان أترك قلمى يكتب ما يشاء دون أى اعداد مسبق على الاطلاق.
أحسست ساعتها قلمى يتراقص من الفرحة على الاوراق فهو سيكتب يمينا ويسارا وسيكتب ما يريد .
حرية كاملة بلا حدود وبلا قيود ماأجملها الحرية !
وتحدث القلم قائلا : لابد أن أكتب كل شئ وبماذا أبدأ ؟
فهى فرصة لن تتكرر لى ثانية
 
سأكتب عن المشاعر والأحساسيس لالا سأكتب عن المال فهو أهم وعن أثره على جميع العلاقات لالا
سأكتب عن الدنيا والدين لا لا
عن الحياة عن المجتمع عن الدولة ككل لا لا
ساكتب عن الهموم والاحزان
سأكتب عن الماضى لالا
سأكتب عن المستقبل وعن التفاؤل
لا لا
 
سأكتب عن الخذلان والجحود والهموم السحيقة المختفية .
وفجأة
صرخ القلم وسقط
ونظرت أنا الى ما كتب .
 
ولم أجد غير مجموعه من الشخابيط وأفكار غير مرتبطه ، ولا يظهر منها ولا فكرة واحده مجرد توهان ومساحات سوداء ، وخطوط متعرجه ولا يوجد ولا موضوع ولا أى رابط بدا القلم كأنه ينزف من هول ما وجد أمامه من أفكار .
نظرت الى القلم مستنكرة ، افبعد ما منحتك تلك الفرصة تكون تلك النتيجة ؟!
نظر الى القلم معاتباً لم أستطيع وحدى
لم تركتينى فى هذا الاختبار المميت وتساءل
كيف تحتملين كل هذا وحدك ؟
 
 
وكيف تُقٓننى افكارك هذه كلها لتصيغى ما تكتبين فكرة تلو الأخرى كيف تتحملى كل هذه الافكار الكثيرة المتعارضة معاً وحدك ؟
ثم نظر الى قائلاًكيف لم أفهم هذا مسبقا كيف لم أعرف أن تحديدك للموضوعات لم يكن الا رأفة بى وحباً لى .
كيف اعتقدت يوما أن حمايتك لى قيداً
كيف صورت لى نفسي ذلك
ربما الخطا قد يكون مشترك فلم تستطيعى ايصال تلك الرسالة لى يوما ما ولم تصلى لى رؤيتك ومشاعرك وافكارك كاملة .
وظل القلم يتساءل
هل حقا احيانا يكون المنع حباً وخوفاً وليس سطوة وتحكم وتساءل
كيف يوصل القلم الآن الى الاخرين ما وصل اليه ؟
كيف يوصل الى الزوجه التى ترى خوف زوجها عليها تحكماً وكيف يقنعها بأن هناك غيرها تتمنى تلك الحماية
كيف اقنع الابناء ان حب الاب والأم ومنحه الخبرة كي لا يقعوا فى اخطاء مؤلمه وقعوا فيها مسبقاً هو رأفة منهم واشفاقاً عليهم حتى لا يعانوا ما عانوه
وهنا نهض القلم ثانية وفاق وقال الآن قد عرفت ماذا سأكتب .
الى كل من يقرا كلماتى الان أحبوا من يستحقون حبكم ومن مستعدون للتضحية من اجلكم واعلموا ان محبيكم يخافون عليكم فعليكم بحسن النية والثقة المطلقة بينكم واعلموا أن الطرف الاخر ما تتدخل فى حياتكم لفرض سطوة أو سيطرة وانما لمنع أذى يخشى عليكم منه فلا تسالوا عن أشياء ان تبدوا لكم تسؤكم .
ولا تتذمروا من قربهم منكم واسمعوا لهم ربما لو انصتم لجنبتم أنفسكم كثير من الألم والمعاناة وفرقوا بين من يستغلكم باسم هذا الحب ليحرككم كيفما شاء وبين يخافون عليكم حقاً من أى أذى ممكن فيتحملوا عنكم الكثير وربما منعوا كثير من الاشياء خوف عليكم ومستعدين للتضحية بأنفسهم من أجلكم .
فتعلموا الثقة وعيشوها وتعايشوها معاً وعليكم بحسن الظن فيما بينكم حتى
نتجنب كثير من الاخفاقات التى ربما أدت اى نزيف أرواحنا الداخلية وحتى ينعم الجميع بالسكينة والرضى الدائم .