أنباء اليوم المصرية

بها تبنى الحضارات

-

كتب - احمد قنديل
يقول الشاعر "حافظ إبراهيم "
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
يطيب لي أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلي كل إمرأة حافظت على إسرتها من الضياع بعد أن فقدت من يعولها ، إلي كل إمرأة كافحت وناضلت وذاقت مر الحياة من أجل أن تعف نفسها ، وتغني أبناءها عن السؤال ، والحاجة ، إلى كل إمرأة فقدت زوجا ، أو إبنا ، أو أخا ، أو أبا فى ويلات الحروب والصراعات
إلي كل إمرأة وقفت صامدة تعمل في مجالها بكل إخلاص ، وتفاني
إلي كل إمرأة إستشهدت وهي فى ميادين العمل
إلي كل إمرأة أنجبت ، وربت ، وسهرت الليالي من أجل راحة أبناءها
إلى كل إمرأة رضيت بقضاء الله تعالي ، وصبرت على إبتلاءه
إلي كل إمرأة لم يشأ المولي عز وجل أن تكن أما لأبناءا لها ، ولكن أراد لها أن تكن أما لكل الأبناء
وبعد عزيزي القارئ عندما نتحدث عن المرأة لابد أن نعي أنها هي أساس المجتمع وتطوره وهي أهم ركائز الأسرة وأعمدة بنائها
وكثيرا منا يقول المرأة نصف المجتمع ولكن أنا أقول المرأة هي المجتمع كله
فهي الطبيبة، والمعلمة، والمربية، ومصنع الرجال، وهي الأخت الحانية، والابنة المطيعة، والزوجة التي تسطر قصص العظام من الرجال
‏والدليل على عظمة شأن المرأة تكريم الإسلام لها فى القرآن الكريم
‏ولقد أوصانا بها نبينا صلوات الله عليه وآله وصحبه أجمعين
فقال "استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ"
‏ولقد سطرت المرأة على مر التاريخ أعظم التضحيات والروايات
‏ فعلى سبيل المثال شجرة الدرة التي لم تغب عن الأذهان في مثل هذا الموضع

‏فالجميع يتذكر قيادتها ودهاءها الذي استطاعت به تولي عرش الحكم في مصر والقضاء على الصليبيين ولدينا الكثير الكثير من الأمثلة
‏واليوم تمكنت المرأة من تولّي العديد من الأدوار الهامة في كافة مجالات الحياة فهي المربية التي تزرع في أبنائها القيم الأخلاقية الطيبة وهي الداعمة لابناءها وتوفر لهم النصح والإرشاد
والمؤازرة في حل مشاكلهم ، وهي أيضا مَن تدعم الزوج وتقدّم له المشورة وهي المعلمة لطلابها تعلمهم وتأسسهم في المجالات الحياتيّة والعلمية

‏ وهي الطبيبة والممرضة التي تسهر على راحة الناس ومعالجتهم
‏وهي ربة البيت والمرأة البسيطة الكادحة وهى الفلاحة الأصيلة العريقة الصابرة وهى أم وزوجة وابنة وأخت الشهيد
وللمراءة دور كبير فى المشاركة السياسية وفي ميدان التنمية الإقتصادية فى إطار شغلها للمناصب القيادية والسياسية التي جعلت منها خير سند للرجل في صنع القرار

كما أنها أسهمت في بناء المجتمع وتطويره بشكل فعّال على مدار التاريخ وما زالت تبني ولديها الكثير من العطاء
‏فلابد من احترامها وتكريمها حق التكريم ،‏ وضمان حقوقها في المجتمع بما يحقق استقرارها المادي والنفسي ويحميها من المخاطر والعنف بكافة أشكاله ويحقق لها مطالبها ويرعاها
تحية شكر و تقدير لكل إمرأة حملت على عاتقها الكثير والكثير
‏ وأخيراً تبنى الحضارات و تزدهر بمشاركة النساء