أنباء اليوم المصرية

لنفقه معنى الحياة

-

كتبت -أميرة عبدالعظيم
قال الله سبحانه وتعالى
ونكتب ما قدموا وآثارهم
كم من أشخاص قد رحلوا عنا وعن الدنيا وصعدت أرواحهم إلى الله عز وجل وأودعت أجسادهم القبور لكنهم تركوا آثاراّ لهم ما زالت موجودة ومشهوده بيننا وصحائف أعمالهم ممدودة تقلب الطرف فيما خلفوه من مبرات فيذهلك ما تجده من علوم نافعات وأعمال صالحات وما يكتب في صحائفهم بعد مماتهم من حسنات وقربات. إنها البركة في الأعمار.
تعالوا بنا لنتمعن قوله تعالى إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم.
ترى هل فكر أحدنا والأجل قريب من كل واحد منا بالأثر الذي سيكتب في صحيفة أعماله بالبصمة التي سيدخرها وينميها له ربه سبحانه وتعالى بعد موته، فيجدها يوم الحسرة شاهداً وشفيعاً.
وتتنوع أشكال الآثار بتنوع ما يتاح من أعمال. فالصدقة الجارية أثر تدخره لنفسك
أولادك الذين أنشأتهم النشأة الصالحة التي ترضي الله ورسوله أثر تدخره لنفسك
نصيحة صادقة تقوِّم بها اعجوجاً أو تزيل بها منكراً أثر من آثارك،
خُلق نبيل تغرسته بمن حولك أثر من آثارك سنة صالحة تعوّد عليها أهلك أثر من آثارك
كلمة طيبة تزرع من خلالها الأمل في قلب يائس مكلوم أو عاثر محزون أثر تدخره لنفسك إصلاح بين مسلمين قد تنافرا بنزغ من شيطان إنس أثر من آثارك ..
والآثار كثيرة لا حصر لها.
ترى .. ما مدى استكثارنا من هذه الآثار؟! وما مدى حرصنا على هذه الأعمال؟ وقد بتنا على يقين بأن مؤشر اغتنام الأعمار هو ما تخلفه بعد رحيلك من آثار.
فليبكٍ على نفسه من ضاع عمره وليس له فيه حظ ولا نصيب على نفسه فليبكٍ من غادر الدنيا كما دخل إليها دون أن يترك لنفسه بصمة أو يغرس أثراً.
فيا حسرة على أناس قد اتخذوا من ردهات المقاهي موئلاً ويا حسرة على أناس قد جعلوا مما يعرض على الشاشات إماماً ومشغلة يا حسرة على أناس يتقلبون في غفلة عما تحمله لهم قادمات الأيام من حسرة وندامة على ما فرطوا من خيرات وأضاعوا من أوقات.
حالهم كما وصف الإمام الشاطبي إذ يقول فيا ضيعة الأعمار تمضي سبهللا.
وقد كان سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: إني لأكره أن أرى الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا آخرة.
فتعالوا بنا لنفقه معنى الحياة ولنتحقق بالغايات التي خلقنا الله عز وجل من أجلها.
ليسأل كل منا نفسه لماذا نعيش ولمن نعيش؟
كل ما كان لله يبقى وكل ما كان لغير الله ستذروه الرياح عما قريب.
المضمون منقول عن الكاتب (دكتور محمود رمضان البوطي)