أنباء اليوم المصرية

السياسة .. وفن الممكن  

-
 
بقلم / أشرف عبد الكريم
لم تكن يومآ القضية الليبية طريقآ ممهدآ ومفروشآ بالورود ولكن ما وصلت إليه الدولة المصرية متمثلة في قيادتها السياسية وأمنها الوطني يعد نجاحآ بكل المقاييس .
فها نحن نرى لقاء على الأراضي الليبية بين الوفد المصري السياسي والوفد الليبي تمهيدآ لإعادة فتح السفارة المصرية داخل الأراضي الليبية وهذا إن دل فيدل على التقدم الكبير والجهد المبذول من قبل الدولة المصرية والذي كان يهدف إلى إعادة الهدوء والإستقرار داخل ليبيا .
وكل من كان متابعآ لتلك القضية الليبية منذ شهور مضت
كان يعي جيدآ بأنها قضية معقدة وتحتاج لسنوات لفك رموزها ولكن ما فعلته القيادة السياسية المصرية أثبتت به للعالم بأنه لا يوجد ما يسمى بكلمة مستحيل وأن أي قضية
لابد أن يكون لها حل شرط أن تتوافر النية والعقلية التي تدير هذه المفاوضات ومصر غنية برجالها وتعرف جيدآ متى تتحرك وكيف تدير امورها .
والممكن في العملية السياسية هو فن يعتمد على الصبر وقراءة المشهد على ارض الواقع والتخطيط السليم واختيار التوقيت المناسب مما يجعلك ترى الصورة بشكل اوضح وذلك يمهد لك الكثير لفرض اسلوبك وسيطرتك على طاولة المفاوضات .
وكثرة الأطراف المتنازعة في القضية الليبية هو ها جعلها الاكثر تعقيدآ ولكن لكل مرحلة رجالها .
إن مصر بلد آمنه تسعى دائمآ للسلام العادل والغير مشروط بين الدول وكثيرآ ما تنجح في لم الشمل وتقريب وجهات النظر في اي مفاوضات تخوضها وهناك أمثلة كثيرة على ذلك
ويكفي القضية الفلسطينية والتي تحتضنها مصر منذ زمن وحتمآ ستصل بها إلى بر الأمان وستجد لها حل سلمي مثلما
فعلت في القضية الليبية .
إنها مصر هذا البلد القوي والتي تمتلك قوة عسكرية
لا يستهان بها وهذا ما يجعلها لها ثقل على طاولة المفاوضات ورغم ذلك لا تفكر في الخيار العسكري وتجعله أخر خياراتها لأنها تعشق السلام كما تعشق أن ترتدي ثوبآ مزخرفآ بأغصان الزيتون .
حفظ الله قادة مصر وشعبها .