أنباء اليوم المصرية

قسوة القلوب

-






بقلم- انتصار حسن
قسوة القلب مرض يسيب الإنسان وتتنوّع شخصيات البشر وطباعهم، نظراً لكون الإنسان اجتماعياً فإنه لا يستغني عن الناس، فيلجأ إلى التعامل معهم وعقد العلاقات والصداقات، فيتفاعل معهم ويؤثر ويتأثر بهم، وقد يصادف خلال حياته كثير من الناس غلاظ القلوب بحيث يكونون قساةً في التعامل وسيئو الطباع وعنيفون، وبعيدون كل البعد عن التهذيب، والذوق، والرحمة، واللين، ويؤدّي موت القلب وقسوته إلى موت الشعور بالندم وتأنيب الضمير وبالتالي فإن صاحبه يظلم، ويقسو، ويجرح دون أدنى إحساسٍ بمن جرح وظلم.
ونجد ايضا قساوة بين الأشقاء فبعضهم يقسو علي الاخر

قال تعالى: ((ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) ~[البقرة: 74].
وحين تجف عاطفة الإحساس عند الإنسان فلا يشعر بآلام الآخرين وحاجاتهم، وحين تنعدم من القلوب الرحمة تحل القسوة بالقلوب فتمسي مثل الحجارة التي لا ترشح بأي عطاء ، أو أشد قسوة من الحجارة؛ لأن من الحجارة ما تتشقق قسوته الظاهرة فيندفع العطاء من باطنه ماءً عذبًا نقيًا، ولكن بعض الذين قست قلوبهم يجف من أغوارها كل أثر للفيض والعطاء.
يقول مالك بن دينار: ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم.
إن أصحاب هذه القلوب القاسية هم أبعد الناس عن الله،كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي"
فيجب على الإنسان التغلب على القسوة والتوجه لله تعالى والدعاء بقلب صادق ولحوح لإصلاح الحال والهداية إلى التقرب من الله تعالى والتخلص من التكاسل وقسوة القلب.

فيجب علينا ان نبتعد عن ما يسبب قسوة القلب،وإذا وجدت قسوة في قلبك فامسح رأس يتيم ،وأطعم المسكين ، وأكثر من ذكر مولاك ، وسله شفاء قلبك.

رزقنا الله وإياك رقة القلب وأعاذنا وإياك من القسوة ،