أنباء اليوم المصرية

صفعة دون صوت

-
كتب_محمد سعد شاهين
جلست كالعادة فى ذلك الركن الصغير من المطعم المفضل ، وكالعادة أيضا أحضر لى النادل طعامى الذى أتناوله بدون أن يسألنى فهو يعلم ما أريده تماما..ورأيتها ..فتاة رائعة الجمال ترتدى حجابا ورديا يناسب ما ترتديه ..عيناها لها بريق لامع جعلنى اشعر برعشه باردة تمتلكنى..
كانت تجلس بمفردها ..وأمامها طعام انتهت منه...كانت تنظر لى دون أن تخفض عيناها لدرجة جعلتنى أبادلها النظرة...واستمرت تنظر لى...
وتسارعت الخواطر فى رأسى ...
يبدو أنها من تلك الفئة من الفتيات اللاتى يختبئن وراء الحجاب والملابس المحتشمة..
إنها بالتأكيد هكذا..
واتخذت قرارى..
سأذهب لها وأحدثها..
صيد سهل..
وبالفعل بدأت فى التحرك ..حتى رأيت فتاة تتجه نحوها، وتحدثها ..
سمعت بعض العبارات من بعد..( أنا خلاص دفعت الحساب ...يلا بينا ..خدى بالك..)
ثم رأيتها تقوم ببطء من مكانها ..وتتحسس طريقها ..
هنا ..أدركت سبب هذه النظره الخاوية ..النظرة التى لا ترى شيئا أبدا..
شعرت بغصة مريرة فى حلقى ..
وبدموع بدأت فى شق طريقها للخارج..
وفى سرعة اتجهت اليها ونظرت فى عينيها التى لا ترانى وقلت فى لهجة تحمل أسف الدنيا :(سامحينى)
بدت على وجهها علامات الحيرة وهمت بالسؤال ..
ولكنى هرولت مسرعا خارج المطعم ..
ودموعى تنهمر ..
بلا توقف ..
تمت