محافظ بني سويف يُشارك متحدثا في جلسة الاستراتيجيات بالمنتدى الاقتصادي العالمي بجنيف

اختتم الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، مشاركته في فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة "المدن تُشكّل المستقبل – Cities Shaping the Future"، الذي عُقد بمقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة رؤساء بلديات ومحافظين وخبراء من أكثر من 40 دولة، وتنظيم من اللجنة الاقتصادية لأوروبا بالأمم المتحدة (UNECE) ومبادرة المدن العالمية (Global Cities Hub). وشهد اليوم الختامي جلسات وزارية واجتماعات رفيعة المستوى حول قضايا الإسكان الميسر والاستدامة العمرانية، تلاها منتدى حول الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تمويل الابتكار المحلي، واختُتمت الفعاليات بجلسة "حوار العمداء العالمي حول تشكيل مستقبل المدن"، التي تناولت أبرز التجارب الدولية في بناء مدن أكثر مرونة واستدامة في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية. وخلال جلسة الاستراتيجيات حول الشراكات الدولية وتمويل التنمية المستدامة، التي نظمها المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum) بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأوروبا (UNECE) والمنظمة العالمية للمدن (UCLG)، ألقى محافظ بني سويف كلمته، معربًا عن تقديره للجهات المنظمة لهذا الحدث الدولي المهم، ومشيرًا إلى أن تجربة محافظة بني سويف تمثل نموذجًا عمليًا للتوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، مؤكدًا: "إن تجربة بني سويف تُظهر أن النمو الاقتصادي يمكن أن يسير جنبًا إلى جنب مع الاستدامة."وشدد محافظ بني سويف على أن تجربة بني سويف تعكس نجاح الرؤية الوطنية التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في بناء "الجمهورية الجديدة"، والتي جعلت من الاستدامة البيئية وتمكين الوحدات المحلية ركيزتين أساسيتين لتحقيق التنمية الشاملة. كما أوضح المحافظ أن بني سويف، التي تقع على بُعد نحو 150 كيلومترًا جنوب القاهرة، كانت في الماضي جزءًا من عاصمة مصر القديمة، موضحًا أنه تشرف بخدمة المحافظة خلال السنوات الست الماضية، والتي شهدت تحوّلًا نوعيًا في مسار التنمية نحو جعلها منطقة صناعية وزراعية حديثة تجمع بين الابتكار والاستدامة. واستعرض المحافظ أبرز ملامح التجربة، موضحًا أن بني سويف تمتلك قاعدة صناعية قوية تشمل صناعات الأسمنت والحديد، إلا أن التركيز الحالي منصب على الصناعات النظيفة والمستدامة، مشيرًا إلى أن المحافظة تُعد من أكبر مُصدّري النباتات الطبية والعطرية في مصر، في إطار التوسع في الصناعات الزراعية التحويلية الخضراء. وأشار محافظ بني سويف إلى أن المحافظة شهدت طفرة في استثمارات الكهرباء والبنية التحتية، بدعم من المشروعات القومية الكبرى التي امتدت إلى مختلف محافظات الصعيد، مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، التي تُعد من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، إلى جانب ربط بني سويف بالشبكة القومية للكهرباء، الذي ساهم في تعزيز كفاءة إمدادات الطاقة وتوسيع القاعدة الصناعية، وأسفر عن إنشاء عدة مناطق صناعية من بينها البدء في انشاء منطقة متخصصة للنباتات الطبية والعطرية، وجميعها تلتزم بمعايير بيئية دقيقة.
كما عرض المحافظ جهود بني سويف في التحول الأخضر، والتي تضمنت دعم الجهود والشراكات منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاصة بالتعاون مع الوزارات والهيئات الحكومية ذات الصلة في مجالات إعادة تدوير المخلفات الصناعية لإنتاج الكمبوست، وإنشاء غابات خضراء باستخدام مياه الصرف الصناعي لزراعة نباتات غير غذائية مثل الجوجوبا والنخيل، إلى جانب الاستثمار في محطة للطاقة الشمسية لتوفير طاقة نظيفة وتقليل الانبعاثات. وأكد المحافظ أن التنمية لا تكتمل دون الاستثمار في العنصر البشري، مشيرًا إلى أن بني سويف تحتضن الجامعة التكنولوجية التي أُنشئت بدعم من كوريا الجنوبية لتأهيل الشباب بمهارات الصناعة الحديثة واقتصاد المستقبل الأخضر. كما أكد المحافظ أن المشاركة في مثل هذه المحافل الدولية تفتح آفاقًا واسعة للتعاون مع المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية في مجالات التحول الأخضر وتمويل المشروعات المستدامة وبناء القدرات المحلية، مؤكدًا أن ما طرحه المؤتمر من مبادرات سيكون منطلقًا لتعاون عملي بين المدن المصرية ونظيراتها حول العالم خلال المرحلة المقبلة.