أنباء اليوم
الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 07:06 صـ 3 رجب 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
معروف وطه وعاشور يديرون مباراة بوركينا فاسو وغينيا الإستوائية بأمم أفريقيا حسام حسن: كنت أحمل هم الجماهير في مصر.. وكنت أثق في صلاح أنه سيصنع الفارق طبيب منتخب مصر يوضح تفاصيل إصابة مصطفى محمد ومحمد حمدي أمام زيمبابوي عمر مرموش :الفوز وتحقيق النقاط الثلاث أهم من الهدف الشخصي رومانو:إيزاك يغيب عن ليفربول لعدة أشهر بعد خضوعه لعملية جراحية اليوم بهدف قاتل لمحمد صلاح منتخب مصر يفوز على زيمبابوي بكأس أمم إفريقيا-فيديو النيابة العامة تحيل المتهمين بالتسبب في وفاة السباح يوسف عبدالملك للمحاكمة العاجلة ”اقتصادية قناة السويس” توقع عقد إنشاء مشروع ”بيتكيرن” للصناعات الغذائية السفير محمد العرابي يقود تحركًا دبلوماسيًا شعبيًا لتعزيز شراكات الجنوب مع سفراء أمريكا اللاتينية بنك (CIB) يقود تحالفًا مصرفيًا من ثماني بنوك لمنح تمويل مشترك بقيمة 8 مليارات جنيه مصري لصالح شركة أورانج مصر جامعة الريادة تستقبل وفد جامعة شينجيانغ الصينية لبحث التعاون الأكاديمي والتقني محافظ أسوان ورئيس هيئة تنمية الصعيد يوقعان بروتوكولات تعاون

د. مجدي عبد الغفار: الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا يحقق التوازن بين أفراد المجتمع

د/ مجدي عبد الغفار  استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
د/ مجدي عبد الغفار استاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر

أكد الدكتور مجدي عبد الغفار، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا يحقق التوازن بين أفراد المجتمع، وليس مجرد تفضّل أو إحسان، بل هو مسؤولية شرعية واجتماعية، حيث أمر الله به في قوله: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾. وأوضح أن أمة الإسلام وُصفت بأنها أمة التكافل والتراحم، وقد تجلّى ذلك في سيرة النبي ﷺ قبل بعثته وبعدها، حيث وصفته السيدة خديجة رضي الله عنها بقولها: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق.

وأشار الدكتور عبد الغفار خلال درس التراويح اليوم السبت بالجامع الأزهر إلى أن التكافل في الإسلام يتجاوز الجانب المادي إلى أبعادٍ أعمق، تشمل التكافل النفسي والاجتماعي، فالإنسان قبل البنيان، والمجتمع المتراحم لا يمكن أن يترك فيه الغنيُّ الفقيرَ دون سند، ولا الطبيبُ المريضَ دون علاج، بل يسود فيه الشعور بالمسؤولية الجماعية. واستشهد بما وقع لسلمان الفارسي رضي الله عنه، حين كان مكاتبًا مديونًا، فجاء رجلٌ إلى النبي ﷺ ببيضةٍ من ذهب، فسأله النبي: ماذا صنع الفارسي؟ فلما علم أنه لا يزال في كربه، أرسل له المال ليساعده في سداد دينه، حتى استطاع سلمان أن يتحرر من الرق ويلزم النبي ﷺ في كل غزواته بعد ذلك.

وبيّن فضيلته أن التكافل لا يقتصر على سد الاحتياجات المالية، بل يشمل أيضًا التكافل في المشاعر، فالإنسان قد يُثقل كاهله الهمّ، فيحتاج إلى من يواسيه، كما حدث مع قيس بن ثابت رضي الله عنه، الذي نزل فيه قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾. إذ اعتزل في بيته باكيًا، يظن أن عمله قد حبط، حتى أرسل إليه النبي ﷺ من يطمئنه ويبشره بأنه من أهل الجنة.

وأكد الدكتور مجدي أن هذا النموذج الإسلامي في التكافل يُظهر أن الإسلام لا يسعى إلى القضاء على العاصي، بل يسعى للقضاء على المعاصي، وأن واجب المجتمع المسلم أن يكون قائمًا على التراحم والأخذ بيد الضعيف والمخطئ، حتى يكون الجميع في طريق الخير والاستقامة. فالتكافل في الإسلام ليس إحسانًا من فردٍ إلى آخر، بل هو ركيزة من ركائز بناء الأمة، تجعلها قادرةً على مواجهة التحديات، وتحقيق معاني العدل والاستقرار.