طرائف من التاريخ.. بقلم - ناجح وهبة

ﺃﻏﺮﺏ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍلأﻣﺮﻳﻜﻰ .." رﻭﻧﺎﻟﺪ ﺃﻭﺑﻮﺱ "

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮﺭ أﻥ ﻳﻨﺘﺤﺮ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺃﺳﻬﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻭ هي أن ﻳﺮﻣﻲ

ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭه ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ .. ﻓﺮﻣﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻷﻫﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎه ..

- ﻟﻜﻦ ﻓﻲ 23 ﻣﺎﺭﺱ 1994م ﺑﻴّﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﺸﺮﻳﺢ ﺟﺜﺔ " ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺃﻭﺑﻮﺱ " إنه ﺗﻮﻓﻲ ﻣﻦ ﻃﻠﻖ ﻧﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﺱ .. ﻭ ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ..

ﻭ ﺑﻴّﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺇﻥ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻘﻮﻁ " ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ " .. هناك ﺭﺻﺎصه ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ نافذة ﺍﻟﻌﻤﺎﺭه ﺍﻟﺘﻲ يسكنها .. و ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻣﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ اﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻲ ﺭﺃﺱ " ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ " ﻭ ﻗﺘﻠﺘﻪ ..

ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ الطلقه ﺍلتي ﺃﺻﺎﺑﺖ " ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ " ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ..

ﻭ ﻫﺬﻩ الشقه ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﻳﺴﻜﻨﻮﻧﻬﺎ منذ ﺳﻨﻴﻦ .. ﻭ اﺷﺘﻬﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍلخلاﻓﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺸﺠﺎﺭ ﺑﻴﻨﻬﻢ ..

ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻣﻰ ﻓﻴﻪ " ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ " ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻳﻬﺪﺩ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..

ﻭ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ هياج ﺷﺪﻳﺪه .. ﻓﻀﻐﻂ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻭﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ .. ﻟﻜﻦ الرصاصه ﻛﺎﻧﺖ بعيده ﻋﻦ الزوجه ﻭ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ ﻭ ﻣﺮﻭﺭ " رﻭﻧﺎﻟﺪ " ﺍﻟﺫﻱ ﺭﻣﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺄﺻﺎﺑﺖ رأسه ﻭ ﻣﺎﺕ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ..

ﺗﻈﻨﻪ ﻓﻴﻠﻤﺎ ﻫﻨﺪيًا ؟! ﺍﻧﺘﻈﺮ لم تنتهي القصة بعد ..

- ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍتُهم ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﺪ .. ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺮ ﻫﻮ ﻭ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻣﺎ ﺩﺍئمًا ﻳﺘﺸﺎﺟﺮﺍﻥ ﻭ أﻧﻪ معتاد ﻋﻠﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ .. ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻥ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﻟﻴﺲ ﺑﻪ ﺭﺻﺎﺹ لأنه ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻓﺎﺭﻍ ..

و ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺑﻴﻨﺖ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻳﻤﻸ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﻗﺒﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ .. ﻭ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻥ الزوجه ﻣﻨﻌﺖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﺑﻨﻬﺎ .. ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺍﻻﺑﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﻩ ﻭ ﺃﻣﻪ ‏(ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ) ﻭ ﻛﺎﻥ يعلم أﻥ ﺃﺑﻮﻩ ﺩﺍئمًا عندما ﻳﺘﺸﺎﺟﺮ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺻﺎﺹ .. ﻓﻔﻜﺮ أﻥ يضع ﺑﻪ ﺭﺻﺎﺹ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﺘﻞ أبوه ﺃﻣﻪ ﻭ بهذا يضرﺏ ﻋﺼﻔﻮﺭﻳﻦ ﺑﺤﺠﺮ واحد ..

ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﻟﻢ ﺗﺼﺐ ﺃﻣﻪ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻲ ﺭأﺱ " رﻭﻧﺎﻟﺪ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﺘﺤﺮ .. و ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺑﻦ ﻟﻘﺘﻠﻪ " رﻭﻧﺎﻟﺪ ﺃﻭﺑﻮﺱ " ..

اندهشت ؟ ﺍﻧﺘﻈﺮ قليلًا ..

- ﺍلأﻏﺮﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ هذا أﻥ " رﻭﻧﺎﻟﺪ " ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ .. ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ الرصاصه ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﻩ ﻭ ﺃﻣﻪ .. ﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺗﺄﺧﺮ ﺃﺑﻮﻩ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ﺃﻣﻪ ﻗﺮﺭ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭه ﻟﺘﺼﺎﺩﻑ الرصاصه رأسه .. و ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺍلذي ﻭضع فيه " رﻭﻧﺎﻟﺪ " ﺑﻨﻔﺴﻪ الرصاصة ..

فأصبح ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ..