الجمعة 3 مايو 2024 09:42 مـ 24 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

ألمانيا مهددة بنزوح جماعي للمصانع مع تضرر المنتجين من أسعار الطاقة

صورة توضيحية
صورة توضيحية


يواجه معقل أوروبا الصناعي حالة نزوح جماعية محتملة إذ تناضل شركات تصنيع قطع غيار السيارات والمواد الكيميائية والصلب الألمانية لاستيعاب أسعار الطاقة التي تبلغ مستويات مرتفعة جديدة كل يوم تقريباً.

صعدت أسعار الكهرباء والغاز في ألمانيا بما يفوق الضعف في شهرين فقط، مع زيادة سعر الكهرباء لسنة مقبلة - وهو مقياس للقارة - إلى 570 يورو (573 دولاراً) لكل ميغاواط / ساعة. مقابل 40 يورو قبل سنتين.
فى هذا السياق قال رالف ستوفيلز، الرئيس التنفيذي لشركة "بي آي دبليو إيزوليرشتوف " (BIW Isolierstoffe) المصنعة لأجزاء السيليكون لصناعات السيارات والطيران والأجهزة: " يعد تضخم الطاقة هنا أكثر مأساوية من أي مكان آخر وأخشى حدوث تراجع تدريجي في نشاط التصنيع بالاقتصاد الألماني".

واضاف :اعتمدت البلاد على الغاز المتدفق من روسيا لتزويد محطات توليد الكهرباء والمصانع بالوقود، لكنها الآن تتأهب لتحدي لم يسبق له مثيل لإبقاء الأنوار مضاءة وتشغيل الشركات عقب تقليص روسيا لتلك التدفقات. تسبب صعود الأسعار في وقت سابق بعمليات إغلاق مؤقتة، مع الحد من إنتاج الأسمدة والصلب في شهري ديسمبر ومارس الماضيين.

في الوقت الراهن، تخوض الأسعار صعوداً أكثر استدامة ما يفاقم الضغوط. استقرت عقود الغاز الأوروبية للشهر المقبل في تعاملات الخميس عند مستوى قياسي وصل إلى 241 يورو لكل ميغاواط / ساعة، وهو أعلى بحوالي 11 مرة عن المعتاد لمثل هذا الوقت من السنة.
في حين أن الحكومة تقلص الزيادات التي تواجهها الأسر نوعاً ما، فإن الشركات غير محمية من تلك التكاليف الباهظة، والعديد منها على استعداد لتمرير النفقات إلى العملاء أو حتى إغلاقها تماماً.

وفى ذات السياق قال ماتياس روتش، متحدث باسم شركة "إيفونيك إنداستريز" (Evonik Industries)، ثاني أكبر منتج للمواد الكيميائية حول العالم ولها مصانع بـ27 دولة: "تضع الأسعار عبئاً ثقيلاً على شركات عديدة كثيفة استهلاك الطاقة والتي تتنافس دولياً".

تستعيض الشركة عما يبلغ 40% من حجم الغاز الألماني بمنتجات البترول المسال والفحم، وتمرر بعض التكاليف العالية للعملاء. لكن متحدثاً باسمها قال إن فكرة نقل النشاط لن تجدي نفعاً.
رغم ذلك، ما زال يوجد دليل على أن موقف ألمانيا الصناعي آخذ في التدهور. في الشهور الـ6 الأولى من السنة الحالية، ازداد حجم الواردات الكيماوية بحوالي 27% بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، بحسب بيانات حكومية حللها شركة "أكسفورد إيكونوميكس" (Oxford Economics) للاستشارات. على نحو متزامن، هبط الإنتاج الكيميائي، ليتراجع الإنتاج في يونيو الماضي 8% تقريباً عن ديسمبر.
وبحسب ماقاله الرئيس التنفيذي رولاند هارينغز في 5 أغسطس الجاري إن أكبر منتج للنحاس في أوروبا، شركة "أوروبيس" (Aurubis) ومقرها هامبورغ، ترمي إلى الحد من استخدام الغاز لأقصى درجة وتمرير تكاليف الطاقة إلى العملاء،. اخترعت شركة السكر العملاقة "سودزوكر" (Suedzucker) خططاً طارئة للكهرباء في حالة قطع روسيا إمدادات الغاز بالكامل عن ألمانيا بحسب ما ذكر متحدث باسم الشركة عبر البريد الإلكتروني.

صعدت شركة "بي أم دبليو" من استعداداتها لمواجهة أي نقص محتمل. تدير شركة صناعة السيارات ومقرها ميونيخ 37 منشأة تعمل بالغاز لتوليد الحرارة والكهرباء في مصانع في ألمانيا والنمسا، وتدرس الاعتماد على المرافق المحلية عوضاً عن ذلك.

إنفوغراف: كيف يبدو مزيج الطاقة في ألمانيا؟
وحسبما قال سيمون تاغليابيترا ، كبير باحثين في مركز الأبحاث بروجيل، إن الزيادة على مدى فترة طويلة لأسعار الطاقة ربما يصل بها الأمر إلى تغيير المشهد الاقتصادي للقارة.

وأختتم قائلاستواجه بعض الصناعات ضغوطاً كبيرة وسيتوجب عليها إعادة النظر في عمليات إنتاجها في أوروبا