حكاية شهيد في الجنه . . الشهيد مقدم محمود جمال عبد الفتاح منتصر

اليوم هو ذكرى استشهاد الشهيد محمود جمال منتصر 24اغسطس يعني ليلة زفة شهيد الجنه نبتدي حكاية الشهيد محمود جمال منتصر ابن محافظة الإسكندرية واللي يوم ميلاده 20 نوفمبر 1983 كان اول يوم يحتفلوا بعيد الطفولة... محمود من صغره طفل هادئ قوي الشخصية يعني تعتمد عليه بقلب جامد، طيب حنون وخدوم وملوش بلعب العيال ومن صغره قرر انه في يوم من الايام هيكون ظابط يحمي بلده وشعبها و تلاقي تحت مخدته يحط مسدسه اللعبه ماهو بطل ميعرفش انه هيكون شهيد الجنه وتعالوا معايا نعرف مين هو الشهيد محمود منتصر .

تفوق الشهيد محمود بجميع المراحل التعليمية اللي مر بيها بحياته ومرت الايام وأنهى دراسته الثانوي بتفوق والتحق بعدها بكلية الهندسه ولكنه كان يرغب وبشدة الالتحاق بالكلية الحربية لتحقيق حلمه بمصنع الرجال فقرر ترك كلية الهندسة واجتاز اختبارات الكلية الحربية وبالفعل نجح في كافة الاختبارات وترك الهندسه وانضم للحربية وتخرج منها في 21/7/2004
ضمن الدفعة 98 حربية، ليلتحق بسلاح المشاة.
وفور تخرجه التحق للعمل والخدمة في مدينة الطور بسيناء وبعدها بسنوات الى السويس ثم سافر بعدها الي دارفور السودان ضمن قوات حفظ السلام ثم عاد الى رفح مرة اخرى
ومنها الى صدر حيطان بوسط سيناء ثم الى شلاتين ثم انتقل بعدها بسنوات الى براني على حدود مصر الغربية، عين رئيس قسم 4 نيابات
ثم نائب قسم الامن الحربي بالمنطقة الغربية ليعود لسيناء ساحرة الشهداء مرة أخريو كانت العوده الأخيرة... كان بطل دائما ، مخلص النية في عمله في سبيل الله، ولايعتبره مجرد عمل.

الحالة الاجتماعية للشهيد محمود منتصر؟
تزوج الشهيد محمود من السيدة شدي ممدوح عوض في 30/11/2012, وانجب منها ثلاث اولاد يحي، أسر، مارية التي فارقها ابيها وهي طفلة الخمس أشهر، كان زوج وأب عطوف و محب لزوجته وأبناءه, يتقي الله في معاملتهم ويخاف الله فيهم كان رجل هين لين بشوش الوجه متفاهم يتقى الله فى كل تصرفاته،
, ابن بار مطيع لوالده وامه وكان دائما فخور بأبيه الدكتور جمال طبيب الأطفال الذي انتقل من الاسكندرية الى احدى قرى قنا وظل هناك يقدم خدماته لاهل القرية التي عمل بها طوال عمره... تعلم الشهيد من والده الاخلاص لله فى العمل هو أقرب الأعمال الصالحة الي الله كان الشهيد يخفى أماكن عمله عن امه وزوجته حتى لايتسبب لهم بحالة قلق وفزع عليه.

من يتقى الله يجعل له مخرجا؟
كان الشهيد محمود ظابط متميز شجاع قادر على إثبات نفسه فى اى مكان يخدم فيه، قائد قوي الشخصية وحسن الخلق، منضبط مخلص بعمله في خدمة وطنه، كتوم بما يخص عمله هدفه هو حماية بلده وارضها وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار لهم كان شعاره دائما «من يتقى الله يجعل له مخرجا» اشتهر بها بين زملاءه والعساكر والمجندين الذين كانوا في الخدمة معه كان قلبه القوى بالإيمان وشجاعته وحبه لوطنه حافز قوي للعساكر والمجندين
علمهم ان الشهيد هو شخص صادق العهد مع الله ومش اى حد يبقى شهيد فالله هو من يختار شهداء الجنه،فكلما ذهب الشهيد محمود الى مكان عمل جديد، يقوم بزرع الشجر وإصلاح الجامع اذا لزم الأمر ويحاول قدر جهده تحويل كل شيء للافضل.

ذكريات الشهيد بثورة 30يونيو؟

اثناء احداث ثورة 30 يونيو، استطاع البطل الشهيد محمود التصدى لمحاولات جماعات الاخوان الارهابية والجماعات التكفيرية، ومنعهم من اقتحام قسم شرطة نخل بوسط سيناء الحبيبة، ولولاه هو و القوة المصاحبة له، لوقع القسم فى ايدى الارهابيين والتكفيريين، ولكنه بفضل الله استطاع الدفاع عن القسم حتى وصول الامدادات، وبعدها بايام قام التكفيريين بمهاجمة دورية يقودها الشهيد مع عدد من العساكر فقام بصد هجوم العناصر التكفيرية ليسرع في إسعاف العساكر المصابه ويعود لمطاردة العناصر التكفيرية وقتلهم.

حكاية رسالة المجند اللي خدم مع الشهيد محمود؟!
قرر مجند خدم مع الشهيد محمود جمال منتصر ان يكتب رساله يبعبر فيها عما بداخله من حزن بعد استشهاد الشهيد ليراها كل من يعرفه ويعرف الشهيد قائلا فيها :
قائدي في ذمة الله
ارتقي الي جوار ربه المقدم شهيد بطل محمود جمال... الراجل ده اشهد الله تعالي أنه كان من أكثر الناس داخل القوات المسلحة احتراما والتزام، الراجل ده يا جدعان كان القائد السرية بتاعتي داخل ك14في رفح وكمان في راس سدر،الراجل ده انا كنت بطلع تأمين معاه اليوم كله ماشوفتش منه غير كل ثبات وضبط نفس، الراجل ده ربنا اراد ليه أنه ينجو من هجوم علي دوريه تأمين في 9/9/2013 حصل هجوم علينا علي طريق طابا نويبع مابين مدينة نخل وقرية التمد والحمد لله تمت اصابتي بطلقه نافذه في الكتف وبرغم شدة الهجوم إلا أنه كان ثابت وهادئ وقام بتاميني انا الجندي المصاب حتي أتم نقلي الي سيارة مدنية الي اقرب وحده صحية لاسعافي.وتبقي هو واثنان من قوة الدورية يطاردون المهاجمين
رحم الله الشهيد البطل المقدم محمود جمال واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

اللقاء والمحادثه الأخيرة للشهيد وزوجته قبل استشهادة؟
ذكرت السيدة شدي زوجة الشهيد ان قبل استشهاده حدثها، بمكالمة لم تفهمها وقتها، واوصاها على والدته وأوصاها بالتماسك وتحكيم عقلها على العاطفة مهما كانت الظروف، ولما سألته عن سبب هذا الكلام ؟! تهرب من الإجابة واختتم مكالمته ب لااله الا الله محمد رسول الله .كما ذكرت ان آخر اجازة له كان يودعها ويوصيها على الاولاد، وانه لا ذنب لهم فى غيابه، وشدد عليها بضرورة ان تبذل جهدها لاسعادهم وادخال الفرحه دوما فى قلوبهم، وان تعمل جاهدة لتحقيق كل ما يتمنوا، وقال قوليلهم انى بحبهم وانهم بيوحشوني.
كل هذا ولم تفهم الزوجة انها لحظات الوداع الاخيرةمن الدنيا، وفي الصباح، استيقظت الزوجة من نومها لتجد زوجها مرتديا الافارول ويصلي الفجر، شعرت وقتها بوخزة بقلبها كانه اخر لقاء تراه فيه ، حاولت ان تودعه وتكلمه، وهو لم يرد عليها، وحتى عينه لم تنظر لعينيها و ترك المنزل، دون ان يسلم على اولادهم وكأنه لا يستطيع ان يودعهم، وما هى الا ايام حتى جاء خبر استشهاده.

ليلة استشهاد الشهيد ؟
كان الشهيد محمود رئيس عمليات كتيبة 38 مشاة وكان خارج لمداهمة فى غرب رفح مع القوة الخاصه به... ثم تتبعه قناصة واستشهد اثر رصاصة قى الرأس يوم 24/8/2019
وينال شرف الاستشهاد في سبيل الله
ويتم دفنه فى محافظة قنا بجوار اخته رحمة الله عليها.وليترك لنا ذكره العطره و شجاعته وبطولاته التي حققها طوال خدمته في القوات المسلحة المصرية ولتكن فخرا لمصر و اسرته ولكل ابناء جيله، تاركا لزوجته انفاذ وصيته فى تربية اولادهم تربية صالحة واعدادهم كرجال وأبناء ، صالحين، نافعين لوطنهم ولانفسهم.
وترضي الزوجة بقضاء الله وتحتسب زوجها عند الله شهيد حي في الجنه كما قامت ام الشهيد فور علمها باستشهاد ابنها ووفاته اللهم لك الحمد والشكر يارب لأنك اكرمتني واكرمت ابني بالشهادة، فلقد احتسبته من الشهداء عند الله، فمصر تستحق دم ابني وكل أبنائنا وانا قبلهم دمى فداء لمصر لتدعوا... اللهم احفظ مصر وأبنائها و كل من يقوم على حمايتها .. اللهم آمين وليرحل الشهيد البطل المقدم محمود جمال منتصر وتصعد روحه الطاهرة لرب كريم في الفردوس الأعلى من الجنه في مثل هذا اليوم 24 اغسطس 2019 .
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.
سلام عظيم لروح الشهيد البطل المقدم محمود جمال عبد الفتاح منتصر.