السبت 20 أبريل 2024 06:57 صـ 11 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

أسس ومعايير اختيار شريك الحياه 

كتبت-نبيلة عبدالفتاح

إن اختيار شريك الحياة واحد من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان، كما أنه من أصعب القرارات، لذلك يقضي كثير منا وقتًا كبيرًا قبل اتخاذ هذا القرار.

والزواج يشبه السفينة فى قلب المحيط، فالرجل فيها هو القبطان، والمرأة هى ميزان السفينة، فإذا غادرت المرأة مكانها الصحيح، ستنقلب السفينة وسط الأمواج.

وتوجد مجموعة من المعايير التي يجب اتباعها حتى لا يقع الإنسان ضحية لسوء اختياراته. وهذه المعايير تتنوع ما بين اجتماعية وثقافية ودينية. ومنها :

أولًا: الدين و الأخلاق/ فيجب أن يكون كلا الطرفين على قدر من الأخلاق، فالأخلاق تعنى الدين، والدين يعنى المعاملة الحسنة .حثّ النبيُ عليه الصلاة والسلام على اختيار الزوج الصالح صاحبِ الخلق، والدين مؤكداً على معيار أساسيّ في اختيار الزوج، حينما قال في الحديث: (إذا أتاكُمْ مَنْ ترضونَ خُلُقَهُ ودينَهُ فزوِّجُوهُ، إنْ لا تفعلُوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ ) فمن كان صالحاً في دينه، وخلقه حقّق لزوجته السعادة في الدنيا، والآخرة.
وعلي الجانب الآخر في اختيار الزوجه الصالحه ، فعن أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( تنكح المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ ).

ثانيا : الاحترام / أن يقدرك ويحترمك وتقدرك وتحترمك ويكون ذلك أمرًا متبادلًا..

ثالثا : التوافق العلمى والفكرى/ فالتقارب الفكر ي و العلمى ضرورة لنجاح الزواج حتى لا يتم التباعد. فإذا اختل هذان المعياران سيحدث خلل حتى ولو بعد سنوات

. رابعاً: ألا يتعبا ويستسلما بسرعة، فالمرأة لا تفضل الرجل الضعيف المستسلم، وكذلك الرجل لا يفضل المرأة الضعيفة التى لا تستطيع حماية أبنائها فى غيابه.

. خامساً : أن يكونا داعمين لبعضهما. ويكون كل منهم سند وداعم للطرف الآخر ولا يكون عائق في طريق نجاجه وتحقيق طموحه وأحلامه.

سادساً: الثقه / أن يكون واثقًا من نفسه وتكون واثقة من نفسها ويثق كل منهما في الآخر، فإذا انعدمت الثقة سيدخل الشك بينهما وستنهار الاسره .

سابعاً : الصدق / فالكذب من أقوي الأسباب لهدم الأسره لانه يفتح الباب للشك والمشاكل القوية والتي بطبيعة الحال ستؤثر علي استقرار الأسره .

ثامناً: الرقه وعدم القسوه ، وألا يكون الزوج شرسا فى معاملته، وأن تكون علاقته جيدة مع أهله وأسرته، وأن يحترم وجود المرأة
تاسعاً :.قوة الشخصية والحضور/ إذ إنه لا يمكن الارتباط بإنسان ضعيف الشخصية وغير قادر على الدفاع عن نفسه وبالتالي يكون غير قادر على حماية شريك حياته.

عاشراً : النضج والوعي/ فالعلاقة تحتاج أشخاصًا بالغين وقادرين على التعامل مع ضغوطات الحياة بطريقة دبلوماسية، بالإضافة إلى القدرة على حل المشكلات ومواجهتها .

الحادي عشر:امتلاك روح الدعابة والفرح/ فالعلاقة تحتاج إلى شخص يمكنه تحويل الحزن إلى سعادة وإنهاء المشكلات بطريقة مهذبة دون الوقوع في الخلافات.

الثاني عشر: وجود التوافق والتفاهم / فمن المستحيل استمرار العلاقة بدونهم ، فأساس نجاح العلاقات هو التفاهم بين الشخصين.

الثالث عشر: الانفتاح والاستقلال / إذ إنه لا يمكن الارتباط بشخص معقد لا يسمح لشريك حياته بفعل أي شيء، كما أنه لا يمكن الارتباط بشخص لا يسعى إلى التطور أو تحقيق أهداف جديدة وتغيير نمط الحياة.
الرابع عشر: المودة والرحمه / الذي لا يمكن استمرار العلاقة دون وجوده، فعند انتهاء الحب تبدأ المشكلات بالظهور والتفاقم، وتصبح معقده لا يمكن حلها، لذلك يجب أن يذكر كل منهما الآخر بالحب والمودة التي تعينهما على إنجاح العلاقة. كما ورد في قوله تعالي ( وجعل بينكم مودة ورحمه )

الخامس عشر: الولاء والإخلاص/ لأن الإنسان بحاجة دائمًا إلى الشعور بوجود من يقاتل من أجل البقاء معه والاستمرار بصحبته. القدرة على الاستمتاع بالأمور البسيطة وتقديرها، وهذا الأمر يساعد على تخطي المشكلات التي تواجه الزوجين إذ إن كلًّا منهما يرضى بالقليل من الذي يحبه.

ان الزواج من أصعب القرارات، ومن أجل أن يكون الاختيار صحيحًا من البداية يجب على الشخص أن يوضح لشريك حياته الأهداف التي يسعى لتحقيقها، بالإضافة للخطط التي يرسمها للمستقبل مثل إنجاب الأطفال أو السفر أو العمل .

احرصوا على اختيار الشريك المناسب بعناية شديدة وعدم اختياركم بناء على رأي الآخرين، وأياكم والاستسلام لضغوطات من المجتمع أو من الأشخاص المحيطين بكم ، إذ إن هذا الأمر يتعلق بكم وحدكم ولا يحق لأحد التدخل به أو فرض رأيه.