الجمعة 19 أبريل 2024 08:47 مـ 10 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
قطر تعرب عن أسفها البالغ لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين الصقر يصل هولندا للمشاركة في ودية أساطير العال وزير الصحة يتفقد المركز الأفريقي لصحة المرأة وزيرا خارجية مصر و جنوب افريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين وزير الخارجية يتوجه إلى تركيا في زيارة ثنائية الرئيس السيسي يودع عاهل البحرين بمطار القاهرة الدولي في ختام زيارته لمصر فوائد الشاي الأخضر للوجه قبل النوم.. بشرتك أكثر شباباً وإشراقة «رجال سلة الأهلي» يواجه أويلرز الأوغندي في بطولة الـ«bal» «كولر»: جاهزون لمواجهة مازيمبي.. وهدفنا تحقيق الفوز وزير الرياضة يتواصل مع رئيس بعثة النادي الأهلي في الكونغو للاطمئنان علي البعثة وزارة الرياضة تبدأ أولي تقييم مبادرات برنامج « نتشـارك » في نسخته الثانية بمحافظة القليوبية وزير الرياضة يشهد المؤتمر الصحفي للإعلان عن استضافة مصر لبطولة العالم للكاراتيه

« سُــــؤالٌ فِقْـهـــيٌ »

قراؤنا الأعزاء ، متابعينا متابعي جريدة وموقع أنباء اليوم المصرية أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء الفقهي المبارك

 ( سُـــؤالٌ فِقـــهيٌ )

والذي نجيب فيه على أسئلتكم الدينية الواردة على الصفحة الرسمية لجريدة وموقع

"أنباء اليوم المصرية"

 ويقوم بالرد على أسئلتكم واستفساراتكم نخبةٌ وكوكبةٌ من علماء الأزهر الشريف ، ووزارة الأوقاف .

ومن الأسئلة التي وردت إلينا 

1 - ماهي الأيام المستحب صيامها من شهر محرم ؟

2 - وورد إلينا أيضاً سؤال جاء فيه هل يجزئ غسل الجنابة عن الوضوء ؟

ويجيب عنها فضيلة الشيخ/ محمد صابر الشوادفي

الواعظ بالأزهر الشريف فيقول فضيلته :

الحمد لله رب العالمين وبعد : نجيب عن السؤال الأول إن شاء الله وتوفيقه فنقول :

إن شهر مُحرّم من الأشهر الحُرم التي عظّمها الله -سبحانه-، وممّا اختُصّ به شهر مُحرَّم أيضاً فَضْلُ الصيام فيه ؛ إذ إنّه أفضل الصيام بعد شهر رمضان ، كما ثبت في الحديث الذي ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : (أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ)

وأعظم أيّام شهر مُحرَّم يوم عاشوراء؛ وهو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى -عليه السلام- مع مَن آمن بدعوته، وأغرق فرعون وقومه، وهو اليوم العاشر من شهر مُحرَّم ، فصامه موسى ؛ شُكراً لله - سبحانه -، ثمّ صامه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وأمرَ بصيامه،

وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ صيام يوم عاشوراء يُكفّر ذنوب سنةً كاملةً؛ إذ ورد أنّه قال: (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ)

ولا يُكرَه إفراد يوم عاشوراء بالصيام، إلّا أنّ الأفضل صيام اليوم التاسع معه؛ لِما أخرجه الإمام مسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: (حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ إنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ، حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ)

وأما عن تفصيل أيام الصيام في شهر محرم 1443هـ

فهـي يوم عاشوراء ، ويسن أيضاً صوم يوم التاسع من المحرم وهما الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع المقبل 17 و18 أغسطس الجارِ، وهذان اليومان يسبقهما يوم الإثنين ويليهما الخميس، وهما سنة أيضا عن رسول الله، وبالتالي تصل عدد الأيام التي يُسن صومها إلى 4 أيام، من ضمن 13 يوما خلال شهر محرم، التي تضم أيضا الأيام القمرية الثلاث أو الأيام البيض ويومي الإثنين والخميس من كل أسبوع

ولم يَرد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه صام شهر مُحرَّم كاملاً، فقد ورد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- صام شهر رمضان فقط كاملاً، كما ثبت في صحيح الإمام البخاريّ عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (ما صَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَهْرًا كَامِلًا قَطُّ غيرَ رَمَضَانَ. وَيَصُومُ حتَّى يَقُولَ القَائِلُ: لا واللَّهِ لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى يَقُولَ القَائِلُ: لا واللَّهِ لا يَصُومُ)،

إلّا أنّ النبيّ - عليه الصلاة والسلام - حَثّ على الإكثار من الصيام في شهر مُحرَّم، وبيَّنَ أنّ الصيام فيه أفضل الصيام بعد صيام شهر رمضان، وقد حمل عددٌ من العلماء تفضيل الصيام في شهر مُحرَّم على صيامه كاملاً، وحَمله البعض الآخر على الصيام منه وليس صيامه كاملاً، وعلى كلا الوَجهَين، فإنّ صيام مُحرَّم كلّه، أو بعضه، يُعَدّ من الأمور الحَسَنة . والله تعالى أعلم .

ونجيب عن السؤال الثاني وهو هل يجزئ غسل الجنابة عن الوضوء ؟ فنقول : بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،

معلوم أن الجنابة من موجبات الغسل " والموجبات " هي الأسباب التي توجب الغسل بحيث لا يجب علي المكلفين فعله إلا إذا تحقق واحد منها .

ومن سنن الغسل عند" الحنفية والشافعية " الوضوء قبل الغسل كوضوء الصلاة .

وبالتالي يجزئ الغسل" الواجب " عن الوضوء بحيث لا يلزم للمغتسل إعادة الوضوء بعده ويكفيه ما قام به من غسل وهو المفتي به من قول أكثر الفقهاء ومن أدلتهم قوله تعالي " و إن كنتم جنبًا فاطهروا " المائدة : 6 "ولم يذكر وضوءاً .

وقوله تعالي " ولا جنباً إلا عابري سبيل حتي تغتسلوا " النساء :43

كما أخرج البيقهي في السنن عن جابر رضي الله عنه "أن أُناسًا قدموا علي رسول الله صل الله عليه وسلم "

فسألوه عن غسل الجنابة وقالوا "إنا بأرضٍ باردةٍ فقال : "إنَّما يَكفي أحدَكم أنْ يَحْفِنَ على رأسِهِ ثلاثَ حَفناتٍ". وأخرجه البخارى بلفظ قال: "أمَّا أنا فأُفرِغُ على رأسي ثلاثًا "

وفي الأثر عن عائشة رضي الله عنها كان رسول صل الله عليه وسلم لا يتوضأ بعد الغسل .

فظاهر هذه النصوص أن الغسل يجزئ فاعله للصلاة دون شرط الوضوء

وقال أبو بكر بن العربي " لم يختلف العلماء أن الوضوء داخل تحت الغسل وأن نية طهارة الجنابة تأتي علي طهارة الحدث وتقضي عليها . لأن موانع الجنابة أكثر من موانع الحدث فدخل الأقل في نية الأكثر وأجزأت نية الأكبر عنه.

هذا إنما يصح لو كان الغسل "واجباً"

أما إذا كان الغسل" مسنوناً "كالغسل للتبرد أو غسل الجمعة أو الغسل للتنظيف فلا يجزئ الغسل عن الوضوء ولو نوي ذلك.

لعدم الترتيب وهو فرض من فروض الوضوء ، ولعدم وجود طهارة كبرى تندرج فيها الطهارة الصغرى بالنية كما في غسل الجنابة. والله تعالى أعلى وأعلم .

وفي الختام نتوجه بخالص الشكر إلى فضيلة الشيخ / محمد صابر الشوادفي الواعظ بالأزهر الشريف .

متابعينا الكرام لقاؤنا يتجدد بكم إن شاء الله الأربعاء من كل أسبوع ، ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن نكون قد وُفِّقْنا في إفادتكم ، كما يسعدنا أن نتلقى أسئلتكم واستفساراتكم على الصفحة الرسمية لجريدة وموقع

"أنباء اليوم المصرية" https://www.facebook.com/anbaaalyoum/

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .