الجمعة 29 مارس 2024 03:59 مـ 19 رمضان 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
أمين الفتوى : للصدقات جزاء عظيم لعكسها رغبة المتصدق في إرادة الخير للناس الداخلية : ضبط عدد من الأشخاص لقيامهم بغسيل أموال بقيمة 40 مليون جنيه بقنا وزير التنمية المحلية ومحافظ الجيزة ومفتى الجمهورية يفتتحون مسجد الروضة الداخلية : ضبط عدد من العناصر الإجرامية لقيامهم بالاتجار في المواد المخدرة بالمحافظات محافظ المنوفية يتابع انتظام العمل بسوق السيارات تموين المنوفية يضبط ما يقرب من 2 طن لحوم ودواجن وأسماك مجهولة المصدر وزير الإسكان : إزالات فورية لمخالفات بناء في حملات مكثفة بعدة مناطق بمدينتي 6 أكتوبر والشيخ زايد مركز شباب أم خنان بطلاً للدورة الرمضانية لمراكز شباب الجيزة في خماسي كرة القدم نائب وزير الإسكان لشئون البنية الأساسية يلتقي ممثلي البعثة الألمانية الهولندية رئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث تعزيز التعاون مع الرئيس الإقليمي لشركة فياترس جهاز مدينة سفنكس الجديدة يجري القرعة الأولى لتسكين المواطنين الذين تم توفيق أوضاعهم وزير الري يتابع موقف التنسيق مع اليونسكو للحفاظ على المنشآت والمقتنيات التاريخية

الهجرة إلى الإيمان وليست مقصورة على الأوطان

الحمد لله رب العالمين وبعد : يقول الله تعالى في محكم آياته على لسان نبيه إبراهيم - عليه السلام -
" وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ، وروى البخاري في صحيحه قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – : « الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ »

فالهجرة ليست مقصورة على هجرة الأوطان ، ولكن الهجرة كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ) ، فالهجرة هي هجر الكفر إلى الإيمان ، وهجر الضلال إلى الهدى ، وهجر المعاصي إلى الطاعات ، فالهجرة مفتوحة دائما ،
يَقُولُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : « لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا » ،

فالمسلم في حاجة دائمة إلى هجر فحش القول ، وبذئ الكلام ، إلى الطيب من القول وما يرضي الرحمن ، فإنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَيَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ » .

وعلى المسلم أن يهجر الغفلة والغافلين ، وأن ينتظم في طريق الذاكرين الله كثيرا والمسبحين ، فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ أَيُّ الْعِبَادِ أَفْضَلُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ « الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ » .

وعلى المسلم أن يهجر الإسراف في الطعام والشراب ،ليبقى نشيط القلب والبدن ،على الطاعات – يَقُولُ رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم « مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ » .

وعلى المسلم أن يهجر نومه وتكاسله حين يسمع النداء ،(الصلاة خير من النوم ) فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ »

وعلى المسلم أن يهجر سيء الأخلاق ، وفظاظة الطباع ، وغلظة القلب في التعامل مع الآخرين ، وأن يتحلى بالأخلاق الحسنة فالنَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ »

وعلى المسلم أن يهجر النفاق والمنافقين ، وأن يكون مع المؤمنين الصادقين استجابة لقول رب العالمين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، وقال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا )

فالمهاجر : من هجر الدنيا وإغراءاتها ، وابتغى بها وجه الله تعالى ، قال تعالى : (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) (33) لقمان ،والمهاجر: من هجر البطالة ،وشمر عن ساعد الجد والعمل ، وعمل بأسباب الكسب الحلال، صونا لماء وجهه ، ففي صحيح البخاري (أن رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ – عَلَيْهِ السَّلاَمُ – كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ » .

والمهاجر أيضاً من هجر السلبية والأنانية ، وكان إيجابياً في مشاركة ومساعدة غيره المسلمين ، والمهاجر: من هجر عادة الكسل ، وعقد العزم على حفظ كلام ربه وتعليمه لغيره، ففي صحيح البخاري :عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ » ،

وخاتمة يجب علينا أن نحرص في هجرتنا إلى الله تعالى على تصحيح النية ،وإخلاص القصد لله لكي تكون هجرتنا إلى الله ورسوله ،لا لدنيا نصيبها ، ، ففي الصحيحين – يَقُولُ رَسُول اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم « إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ »