الخميس 25 أبريل 2024 01:07 مـ 16 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
تراجع مؤشر نيكي الياباني بأكثر من 2% في نهاية الجلسة تباين أداء المؤشرات الأوروبية في مستهل الجلسة.. وأسهم شركات التعدين تقفز محافظ المنوفية يتابع أعمال الرصف والتطوير بعدد من الطرق بالباجور والشهداء ومنوف إرتفاع معظم أسعار السلع الرئيسية بالبورصات العالمية في التعاملات الصباحية الداخلية : ضبط عدد من العناصر الإجرامية بحوزتهم أسلحة نارية ومواد مخدرة بالقاهرة الداخلية : ضبط عدد من قضايا الإتجار فى العملات الأجنبية بقيمة مالية 42 مليون جنيه وزارة العمل : فرص عمل فى 4 فروع لمؤسسة التضامن الأصغر لفتيات أسيوط محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة الذكري 42 لعيد تحرير سيناء بدرية طلبة تحتفل بزفاف إبنتها وسط حضور نجوم الفن .. ”صور” وزير الإسكان : استرداد ٩٥٨٧م٢ بالسويس الجديدة .. وإزالة مخالفات بناء بالشروق وزايد وبني سويف رئيس جامعة المنوفية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بعيد تحرير سيناء ال42 رئيس جهاز مدينة طيبة الجديدة يعلن فتح باب تلقي الطلبات الخاصة بوحدات الطعام المتنقلة

هــل نقتــدي بــه ؟

كتب ـ محمد فاروق
هيأ الله - سبحانه وتعالى -  سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بمجموعة من الخصال الكريمة والصفات العظيمة اللتى توارثها عنه أصحابه ، وحفظها بعده أتباعه ، وما زال ينتهجها قليل من أحبابه صلوات ربي وسلامه عليه.
وقد اشتهر النبي الكريم قبل بعثته بالصادق الأمين فكان كفار قريش يأتمنونه على أغلى ما يملكون من المال والذهب ، ويتركون أموالهم عنده عند سفرهم أو خروجهم للتجارة ، حيث كانوا لا يأتمنون أهلهم وذويهم بقدر ثقتهم فى محمد بن عبد الله ، ولما نزل عليه الوحي وبدأ يبشرهم برسالة ربه أعلنوا له العداء والإيذاء والتضييق ومع ذلك تركوا أموالهم وديعة عنده وعند هجرته ( صلى الله عليه وسلم ) ترك إبن عمه على بن أبى طالب مكانه لكي يرد تلك الأمانات إلى أهلها .
وكان رسولنا الكريم شديد الحلم والأناة ، وكم من مواقف تظهر مدى صبره فى أشد المواقف استفزازاً ، فعندما أخذ الأعرابي برداء الرسول وجذبه جذباً شديداً بمنتهى الغلظة والقسوة طالباً من مال الله ، فما كان من الرسول الكريم إلا الصبر والحلم على هذا الأعرابي وأمر له بعطاء ، لم يعنفه أو يوبخه أو يعاقبه بأي شكل من الأشكال على ذلك الأسلوب ، ولكن الرحمة والصبر كانا عنواناً لصاحب الخلق الرفيع.
غفر الله سبحانه وتعالى لنبيه ومصطفاه ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ومع ذلك لم يتهاون فى العبادة بل كان صواماً قوامأ حتى تفطرت قدميه الشريفتين ، وقال كلمته التى كتبت بحروف من نور " أفلا أكون عبداً شكورا ".
لا تستطيع الكلمات مهما تعددت ومهما أوتى الإنسان من بلاغة أن تصف وتحدد وتظهر أخلاقياته السامية وصفاته العظيمة ، ولكننا نستعين بالكلمات الصادقة لأمنا خديجة - رضي الله عنها -  حينما عددت خصاله الكريمة وصفاته العظيمة حيث قالت لنبينا عندما جاءها مرتجفاً من نزول الوحي " أبشر، فوالله لن يخزيك الله أبداً ؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق " كل تلك الصفات التى لو استلهمها أهل الأرض الآن لانتشرت المحبة والسكينة والتعاون بين البشر وأصبحت هذه الحياة على غير ما هي عليه من الحروب والنزاعات والخلافات والشقاق.
لكن العجب كل العجب أين هذه الصفات الآن فى أمة محمد التى تركها على المحاجة البيضاء ، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى باتباع رسوله الكريم الذى أوصانا بحسن الخلق وشجعنا عليه فقال " أقربكم مني منزلاً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا " فأين أخلاقنا من أخلاق رسول الله أين الصدق والأمانة وإيفاء الوعد وترك الخيانة وإغاثة الملهوف وإكرام الضيف والإحسان إلى الجار والبعد عن الغيبة والنميمة وأكل مال اليتيم أين صلة الرحم وبر الوالدين أين الصبر على الأذى وقول الحق ونشر الفضيلة ومساعدة المحتاج وكفالة اليتيم ، معظمها صفات وأخلاق ضاعت فى دروب المدنية الحديثة والعصور المتقدمة هجرها كثير من ورثة أمة محمد فظهر فيهم ما لم يظهر فى اسلافهم ، ولم يعودوا قادة للأمم كما كانوا ولن تعود معية الله وتوفيقه لهذه الأمة إلا بعد العودة لميراث النبي الكريم والرسول الخاتم.