التفاحة

بقلم -ولاء مقدام
ما اجمل ثمرة التفاح .قلما تجد من لا يحب ثمرة التفاح .
قد ترمز ثمرة التفاح إلى شى اخر ،وهو ثمرة الفاكهة التى اخرجت سيدنا آدم من الجنة .كلنا نعرف قصة الشجرة المحرمة وأنه عصى أمر ربة واكل منها وكانت سببا فى خروجه من الجنة ونزوله الأرض وعمارها.
وقد تاب سيدنا آدم وأدرك فعلتة واستوعب الدرس .وكانت نتيجة ذلك أنه ترك الجنة ونزل إلى الأرض أى أنه تحمل نتيجة فعلته وأخذ عقابة حتى بعد أن تاب كان لابد من عقابه. ولكن هل نتحمل نحن نتيجه أفعالنا ،هل عندما ناكل التفاحة الخاصة بنا نتحمل نتيجة الأفعال ؟
وما سبب ما نمر به من كسرات ،وخذلان ومواقف سيئة ؟
هل المشكلة فى شخصياتنا أم فى شخصية الآخرين ؟
سوف نناقش كل هذه الأسئلة فى الفقرات التالية .
قد يكون أغلب ما نواجهه من مشاكل فى حياتنا هو (النقاء ).قد تستغرب عزيزى القارئ من هذه الكلمة .كيف يكون نقاء الشخص هو سبب وابل المشاكل التي تحدث معه ؟
لانه بمنتهى البساطة عندما يكون الشخص نقى جداً يواجه مشاكل ، وصعوبات فى حياتة لا يستوعبها نقائه ،فنقاء الشخصية لا يجعله يستوعب الفساد الذى يلاحقه أو يواجهه من قبل المحيطين به .فنقاء الشخص يجعله مغمض العينين عن الكذب ،والغدر ،والخيانة .
يجب أن يكون الشخص واعى لما حولة من متغيرات ويدرك أنه يحيا على الأرض وليس فى الجنة أو المدينة الفاضلة .لا يطلب منه أن يكون فاسدا ولكن لابد أن يكون مستوعب فكرة الفساد ومتقبل وجود الفاسدين بأشكالهم المختلفة .
ولكن إذا تعامل الشخص على أنه فى المدينة الفاضلة يتعرض لكثير من الصعوبات ويكون شخص هش قابل للكسر .
واذا استوعب الإنسان وجود الغدر والخيانة والكذب يستطيع أن يتعامل مع هذه المواقف ويتعلم كل يوم شئ جديد يقوى من ذاته ويجعل لدية ثبات وصلابة وقوة نفسية .
يجب أن يستوعب الشخص أن كل جديد يمر به فى حياته يتعلم منه شئ.
قد نكون فى حياة بعضنا البعض مرآة تعكس عيوب ومميزات بعضنا البعض .على سبيل المثال قد اتعامل مع شخص متواضع واتعلم منه التواضع لأنه قد اكون أنا فى الأصل شخص متكبر ،والعكس صحيح ، قد يمر فى حياتى شخص يحب ويعطى قيمة لنفسه لكى اتعلم منة حب الذات لأنه قد اكون أنا فى قرارة نفسى لا أحب ذاتى بمقدار كافى وهكذا .
‏لذلك استوعب كل الدروس التى تمر عليك . أى شئ يحدث لك لا يحدث بدون هدف أو مغزى إنما لكى تتعلم منه شيئا
فمن الذكاء عدم تكرار الأخطاء لانه إذا لم تتعلم الدرس من أول مرة لا تحزن اذا صفعتك الحياة على خدك الآخر لانك لم تتعلم من الصفعة الاولى.
لكل إنسان شجرة تفاح خاصة به.عندما تتناول التفاحة الخاصة بك .تحمل نتيجة افعالك .استوعب خطأك .
حاول أن تصلح الأمور وتتدارك الخلل .حاول أن تتحمل المسؤلية .قد نحزن على ما نواجه من مشاكل وصعوبات فى الحياة ولكن أهم من الحزن أن تتقبل فكرة الخسارة لأى شئ،او شخص ما ،وحاول أن تقبل الخسارة
استيعاب الدرس ومعرفة الهدف الحقيقى لما نمر به
‏واخيرا تحمل نتيجة الأفعال ولا تلوم الظروف أو الآخرين .
‏وايضا مهما كانت خسارتك لن تكون أكبر من خسارة سيدنا آدم فلقد تحمل نتيجة الأفعال وخسر الجنة ونزل إلى الأرض ، الندم بداية الطريق ولكن لا تحيا به كثيرا وتذكر دائما
‏ "كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون "
‏