الأربعاء 24 أبريل 2024 09:45 صـ 15 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

الخَذلان

 
بقلم - راندا عطوان
الخذلان هو أزمة نفسيه شديده تشعر بأنك دخلت فى صراع نفسي مع نفسك لحظة الصدمة،
ولا تعرف من تلوم؟ أتلومهم على ما فعلوا أم تلوم نفسك على ما فعلت معهم .
ثم يظهر ساعتها ألف سؤال يحاوطك يضغط عليك بشده يطالبك بالجواب وأنت عاجز عن الرد عاجز عن الوصف عن استيعاب الصدمة
كيف حدث ذلك وكيف هنت علبهم وكيف ولما ؟
ثم يتسلل اليك شعور مرير يقتلك يجعل بداخلك ألما شديدا ممزوج بحرقه تذوب فيها وحدك لتجد نفسك منطفئ الوجدان ومسحوب الروح متحجر الدموع بالعين
تشعر فى أنك أصبحت فى دائرة لا تتوقف عن الدوران ، لا يشعرها غيرك وتعبش ألمها وحدك وحدك فقط .
ألم الخذلان يكون على قدر الحب ، فالخذلان لا يأتى الا ممن نحبهم ، وممن لهم نكن المشاعر و ممن وهبنا لهم انفسنا ومشاعرنا وقلوبنا
حتى ظننا اننا امتزجنا معهم فى روح واحده
كم من ليالى سهرت تفكر كيف تسعدهم وكيف جعلتهم مقربين وكم من ثقة وضعت فيهم فلم تعد تسمع غير صوتهم ولم ترى غير صورتهم ولم يعد يؤلمك سوى آلمهم وكل أمانيك ان تمنع أى أذى يمكن أن يصيبهم .
الخذلان هو آلمين معا
ألم لأنك فى احتياج الى قلب قريب يطبطب عليك ويلملم جراحك وألم الكسرة حينما تذهب الى من كنت تعتقد انهم الحب والسند فتفاجئ بشئ مختلف كأن كل شئ خرج عن طبيعته وكأن قوانبن جدبده حولتهم الى أناس اخرين الى قلوب أخرى متحجرة فنراهم نفس الشكل لكن تلبستهم روح اخرى ملئت بالأنانيه والنكران .
هؤلاء الأشخاص كم وضعت فيهم من ثقة مطلقة بأنهم لك السند وأنهم فى ظهرك متى احتجت اليهم
حتى أنك تشعر أنهم امتزجوا بداخلك وتتوقع المشاركة والمبادله لكنك فى عز ألمك وفى عز جرحك لا تجد غير وجه موليا عنك مبتعدا بدلاً من أن بعبينك على الدنبا يكون هو والدنبا عليك .
ثم ينظر اليك كأنه لا يعرفك فتصاب بخيبة الامل وكان سكين غرزت بداخلك ، لتسحب احشائك وتذهل أكثر حينما تراه يرد ببساطه أنت لم تفعل شيئا وأنت لا تعنى لى شيئا بعد كل الثقة التى وثقتها فيه
وبعد أن وضعته فى منطقه فى قلبك لا يصل اليها غيره منطقه محظورة على أى أحد كتب عليها عفوا المكان مشغول إن إحساس الخذلان احساس حسرة وكسرة فى وسط الاخرين تتمنى لو تنشق الارض ساعتها لتحتويك وتحتوى كسرك. وتخفى دمعك بعيد عن الآخرين
حتى لا تواجههم وتواجه شماتتهم فمنهم من حاول ان يفيقك وأن يدق جرس الانذار لك ألف مرة انتبه
نعم انتبه
لم تعرهم اى اهتمام ظنا منك أنك لن تخذل أبدا وأنهم مختلفون .
ناسية انهم بشر ولا يجب وضع الثقة المطلقة لبشر حتى لو أقرب القريبين منك ، فالقلوب دائما متقلبه
فتنقلب المشاعر سريعا وربما كانت مشاعر زائفه أصلا من البداية أو لا ، لكنها كما قلت متقلبه
مهما كان الشخص الذى تحبه قريبا منك حتى لو ابنك او ابنتك فعليك بالتوازن فلابد من توازن المعادله فى الحقوق والواجبات ولتجعل من حولك يعلم أن لك حقوق وواجبات مثلهم تماما
لا تفرح بالتضحية الشديدة لأنك كلما اقتربت وضحيت وتنازلت كلما اعتبروه مكتسبا ، وستظل كذلك الى أن تحترق وحدك لتزول رويدا رويدا
حتى لا يأتى يوم تعانى الخذلان وتكتشف انك كنت تمنى نفسك بأمان زائف واهى فتحصد رماد ، وتفقد نفسك الزاد والزواد ولا تجنى غير الدموع والحسرة والأنين .