الأربعاء 24 أبريل 2024 09:14 صـ 15 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

احمد قنديل يكتب ”جروح القلب يصعب جبرها”

لن يفيد الإعتذاز بعد الإنكسار
* ‏علاقات عامة
* ‏علاقات شخصية
* ‏علاقات أسرية
* ‏علاقات عاطفية
جميعها يحتاج إلى ترميم وأحيانا إعادة بناء
‏أعترف أنني عندما أمسكت بقلمي لأكتب تلك الحروف والكلمات لم تكن لدي الفكرة الكاملة للحديث فى هذا الموضوع وإنما دفعني ما أرى واسمع هذه الإيام من اعتذارات على مواقف وأخطاء قد يؤدي صغيرها إلى تحطيم حياة الآخرين ويؤثر عليهم سلبيا ونفسيا وأسريا


نرى فى حياتنا اليومية بشكل عام أشكال ومظاهر عديدة من التدخل فى حياة وخصوصية الآخرين دون وجه حق
كما وأن الإنسان أصبح لايمتلك حتى الاحتفاظ بحقه فى اختيار من يصلح لرفقته ومن لايصلح


فالعلاقات العامة لها حدود وضوابط واحترام لخصوصية الآخر وتتمثل العلاقات العامة فى محيط العمل أو دائرة التعارف وتلك التي تكن داخل دائرة العمل تحكمها لوائح وأنظمة وضوابط يتم الإلتزام بها ولايجوز تعدى ذاك الخط الذي يعد حاجزاً بين العلاقات الشخصية والعلاقات العامة
مما يجعل الحياة العملية تمضى فى نصابها الصحيح


والعلاقات الشخصية شئ والعامة شئ اخر ، وقد نرى البعض يخلط بين هذه ، وتلك عندما يحدث خلافا في الرؤى ووجهات النظر نجد البعض يغضب لمجرد الاختلاف معه أو تقديم النصح له ويرمى بالعلاقات على المستوى الشخصي عرض الحائط فلابد من الفصل بين هذه وتلك


وقد يحدث هذا أيضاً فى محيط الأسرة عندما يختلف الزوج والزوجة نجد أهل الزوجين يتأثرا بخلافات الزوجين وتحدث بينهما العداوة وربما ينصلح حالهما ويبقى حال الأهل كما هو فى عداء وبغضة وهنا يكمن الخطر الحقيقي
لأن الأهل حينئذ لن تركوا الزوجين ينعما بحياتيهما، وتكبر دائرة الخلاف


وكذلك العلاقات العاطفية قد تتأثر بما يحيط بها خاصة فى العلاقات التي تكن بين أبناء الوسط أو الحيز الواحد
أحياناً نجد أحد أفراد الأسرة تنشأ بينه وبين إحدى أقاربه وتصل هذه العلاقة إلى مشروع الزواج وفجأة يحدث خلافا بين الاسرتين وقد يكونا في الأصل أسرة واحدة
وعلى أثره تنقضي العلاقة وتضيع آمال الطرفين


وبعد كل هذا وذاك  يتحدث البعض عن الإعتذاز أي إعتذار هذا


أي إعتذار يكن قادرا على لملمة الجروح التي تسببها هذه الانفصالات وهذا الشقاق أي إعتذار يرد اعتبار من تمت الإساءة إليه أو من تم اتهامه بماهو ليس به أو من قيل عنه فعل ولم يفعل ، ده نفسك مقام من أساءت إليه دع نفسك مقام من أساءت الظن به هل تجد فى الاعتذاز ما يغني عن الكرامة


أي إعتذار قادر على أن يعيد علاقة الرئيس بمرؤسيه بعدما رأوا منه الإساءة والعكس صحيحاً أيضاً عندما يتجرأ التابع على المتبوع لن يجدي الإعتذاز شيئاً لابد أن ناحسب أنفسنا ولا نخحل منها أن يكن بيننا وبينها عتاب ، وملامة فالنفس التى تلوم صاحبها قلما تقع في الخطأ
وقد اقسم بها المولى عز وجل قائلاً
"وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ"


أى إعتذار قادر على إعادة علاقة صديق بصديقة بعدما رأى منه بعض الخصال أو المواقف السيئة
أي اعتذار قادر علي لملمة جروح الأهل والاقارب تلك التي تكن بمثابة الصاعقة حال وقوعها من شخص لم تكن تتوقع أن يحدث منه ماحدث من شخص قد تعتبره اقرب اليك من نفسك أو قد تكن اعتقدت ذلك أو بنيت اعتقادك على أوهام مرت أمام عينيك كالمشاهد السينمائية


وأخيراً اى اعتذار قد يكن قادراً على تضميض جرح المشاعر ، اصعب الجروح واعظمها جرح المشاعر سواء ، عاطفياً ، أو على حساب الكرامة ، عندما تهن إنسان فإنك تجرح كبرياءه وكرامته ، واقسي ما يعانى الشخص تلك الجرح الذي يتسبب فيه من كان يسكن مكان الجرح
ورحل ، وأحياناً تكن الخيانة هى سبيله ، وقتها يدخل صاحب الجرح في حالة حزن وألم شديد، ويعتريه الندم ، تلك الجروح تترك نزيفا وكسوراً في القلوب يصعب جبرها