الجمعة 29 مارس 2024 01:44 صـ 18 رمضان 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

هبه قاسم تكتب : أنا لستُ بخير

أنا لستُ بخير كما يظن البعض
فكيف أكون بخير وبداخلي أشياء كثيرة تقيدني وتشعرني بالعجز ودموعي أصبحت تنهار لمجرد الكلمة.
فو الله لستُ بخير.. فقد تعبت وتملكت الأحزان من قلبي... ولم أجد شئ بالحياة يجعلني قوية.
فمنذ أن جئت للدنيا ولم أحظي بشئ غير الألم والفراق حتى مر العمر دون الشعور به و أنا أقف مكاني دون حول لي ولاقوة.
أنا لستُ بخير فقد خضتُ ملايين المحاولات لكي أقف على قدمي... ولكنني كلما حاولتُ النهوض فشلت... حتى نال مني السقوط اكثر من محاولاتي... فهل العيب في أم في أختياراتي؟؟!!
فعذرا أنا بشر لا أعلم ما تخفية القلوب ، وما أكثر الوجوه المبتسمة و الكلام المعسول والوعود الذائفه.
فكل ما أعرفه هو أنني كالزهرة البرية ولدت من الصخر لا أراء غير الضوء الصافي… لا أشبه أحد ولا أحد يشبهني ، متمردة على الواقع وعلى الطبيعة والظروف ، خلقتُ وراسي مرفوعه وعيني تبصر للسماء دون خوف ... انثر رائحة عطري لمن حولي فقط لكي أراهم سعداء .
انا لستُ بخير... فكل من تعودت عليهم و أحببتهم رحلوا و ضاعوا من بين يدي ولا أعلم كيف يضيع مني كل غالي أمتلك قلبي!!!
فلماذا لم تكتمل فرحتي؟؟؟ تري هل أعطيتهم أكثر مما يستحقون ليكون هكذا الجزاء؟؟!!! .
فهم رحلوا و صارت ضحكتي بطعم الأحزان.
نعم هزمني الألم والخذلان… حتى ادهس كل جميل بداخلي... و أصبحت هيكل فارغ بلا روح ، زهرة ذبلت أوراقها بعد أن فقدت من يرعاها.
فكيف أكون بخير بعد كل هذا ... وقد رأيتُ وجوه ضحكت حينما سقطت دموعي… وقلوب تحولت كالصخر حين تألمت روحي..و هانت عليهم محبتي بعد ماكان .
لقد عرفت العديد من البشر وكل من عرفته فيهم ترك علامة بحياتي ولا أقوي على النسيان
فكم تمنيت رفيقاً يقف بظهري و يساندني ولم أجد… وكم كنتُ اشفي الامهم و انجيهم من أحزانهم وكنتُ انا الجريح ولم اشتكي يوماً. اااااااه تقمصت القوة حتى ظنوا بي أني قوية كالصلب متماسكة لا شئ يستطيع هزيمتي وهم لايعلمون شئ عن معاناتي... فأنا أخفي ضعفي من كثرة الحمول والهموم على كتفي… ولكن لا يعلم بما أحمله على كتفي غير ربي.. أما البشر فلا عيناً رأت ولا قلوباً ترحم .
ياربي أن ذاقت قلوب الناس ما بداخلي من خير فعفوك لا يضيع ، فأنت تعلم أنهم ذاقوا الكثير من الخير ولم اذق منهم إلا مرارة الأيام … ربي رغم أنني لستُ بخير فأنا أظن فيكَ الخير كله.