الأربعاء 24 أبريل 2024 08:29 صـ 15 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

المال والبنون . . الهروب الكبير

 بقلم -اسامة احمد يوسف
تختلف اسباب الهروب من الواقع الى الخيال او الى اشياء وتفاهات نشغل انفسنا بها من اجل ان ننسي الواقع المؤلم الذى قد نعيشه بكل انواعه ويبقي الهروب هو الامل وإن تعددت وسائله فها هم الكثير من الشباب يحلم بالسفر الى الخارج من اجل تكوين مستقبله ولكى بنسي الغربة ينغمس فى العمل طوال اليوم ختى اذا اتى الليل يلقى بجسده المرهق فى اى مكان لينام وبنسي متاعبه وليتكرر ذلك يوما بعد يوم وعاما بعد عام حتى اذا عاد ليبحث عن شريكة حياته يترك الاختيار والترشيح لغيره ويعقد قرانه ويتزوج سريعا فقد اشتاق للهروب من جديد اشتاق للغربة والتى اصبح كل همه جمع المال ويترك زوجته فريسة للحياة الصعبة تواجه مسؤليات كانت فى غنى عنها بمفردها ويالها من حياة اذا كانت تعيش فى بيت العائلة الكبيرة التى تتحكم فيه الام الكبيرة فالاستيقاظ بموعد والنوم بموعد حتى الطعام والضحكة بموعد وسرعان ما تنشأ المشاكل مع الزوجة الصغيرة وسىعان ما تنفصل وبموافقة الابن الهارب من المسؤلية تاركا خلفه طفل او طفلة رضيعة كل ذنبها وذنب امها هو اب لا يعلم ماذا يريد من الدنيا سوى الهروب وليس الهروب فقط فى السفر بل هناك هروب اخر فالبعض قد تربى وزرع بداخله ان يكون طبيب وجراح مشهور او قاضة يشار له بالبنان او ضابط كبير او مسؤل عن شىركة او مؤسسة او مكان كبير فى الدولة او مدرس مشهور فتجد وقته بالكامل لعمله وحياته التى تربى من صغره عليها وهى ان يكون ناجح ومهم يشار اليه ويكون محط انظار الجميع وتجده رغم ذلك هو خادم ومطيع للاوامر ويالها من اوامر يتلقاها وينفذها سربعا بل قد ينجح فى تنفيذها بدرجة لا يتوقعها احد وفى المقابل تجده هارب من مسؤلياته فى المنزل لان المنزل لا يأمر بل بحتاج الامن والامان يحتاج الحب وهو مالم يتعود عليه ذلك الشخص فقد تعود على نظام لم يعهده فى المنزل تربى على النجاح امام الناس والمجتمع وليس امام اسرته والتى اخر شيء يفكر فبه فهو يظن ان المنزل كل ما ينقصه المال والشهرة وهما متوفران حسب طبيعة عمله ويالها من وسيلة هروب مدمرة والان جميعنا نهرب من واقع خوفنا من الوباء والمرض او الخالة الاجتماعية والاقتصادية التى نعيش فيها الان الى حرب شرسة بطلها الاول الاعلام الرياضي والسياسى والتى بسببها فقد البعض اخوة له او اصدقاء نتبجة التعصب الكروى متناسين الفارق الشاسع بيننا وبين غيرنا من الدول الكروية فأنتشرت على اماكن التواصل والسوشيال ميديا صور والفاظ مسيئة للاعبين واعلاميين ومسؤلين وغيرهم ومن اجل ماذا لا شيء سوى الهروب من مشاكل المنزل والاسرة والعمل فنحن نبحث عن وسبلة إلهاء لعقولنا حتى ولو تلك الوسيلة مدمرة او وسيلة تافهة لذا يجب علينا جميعا ان نتعقل ونفكر قبل ان نقدم على شيء قد نندم عليه مستقبلا يوم لا ينفع الندم حمى الله مصر وشعبها وقادتها وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر