الخميس 25 أبريل 2024 02:11 مـ 16 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

العنف التكنولجي ضد المرأة

كتب -احمد قنديل
شهد العالم فى أواخر هذا القرن تطورا كبيرا في مجال التكنولوجيا ، وكذلك انتشار وسائل التواصل الإجتماعي ، مما جعل العالم وكأنه قرية صغيرة وساعد هذا التطور في تقدم ، وإتاحة الكثير من الخدمات المعلوماتية على مستوى جميع الأصعدة ، وساهم بشكل كبير في تقريب المسافات وإيجاد حلقة وصل بين مستخدمي الإنترنت


ولكن أساء البعض إستخدام هذا التطور من خلال الحض على العنف ، ونشر الرزيلة ، والإساءة إلى الآخرين والمضايقات ، والتطفل ، والأغلبية المتضررة من العنف التكنولجي ، وسوء إستخدام هذا التطور الرهيب
هن النساء اللواتي يتعرضن لمضايقات عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، وتطفل الأخيرين .


لا سيما محادثة النساء إلي أن يتم الإيقاع بهن فى براثن الخطيئة ، والرزيلة ؛ ثم يتم إبتزازهن ، وطلب الأموال الطائلة منهن مقابل التستر عليهن.


وقد يسعي البعض إلى إختراق حواسب النساء ، والصفحات الخاصة بهن عن طريق الهاكرز ، والتجسس على محادثاتهن السرية ، والكثير من هذا القبيل


حيث يتظاهر هؤلاء القراصنة فى بداية الأمر بالنعومة والرومانسية ، والحنان الذي تفتقده بعض النساء
مما يجعل من ذلك سبيلاً للوصول إلى قلوبهن بسهولة ويسر حتي يتم الإيقاع بهن
وبعدها تتم المراوغة ، والمساومة ، ولا يقتصر ذلك على مجتمع دون آخر ، أو فئة دون أخري ، أو دولة دون نظيرتها


فالعالم بأثره يمر بتهديدات أمنية لم يشهدها من قبل مرتبطة أيضاً بهذا التطور التكنولوجي ، وتشكل بعض الدول التى تمتلك منظومات تكنولوجية خطراً جسيما على تلك الدول الغير متقدمة تكنولوجيا ، ولم يقتصر العنف التكنولجي على الدول فحسب ، أو الأنظمة الدولية
فقد نرى أشخاصاً يحدثون بأخرين أضراراً بالغة قد تصل إلى تدمير حياتهم الشخصية ، والأسرية .


وأيضاً يمكن لبعض الأشخاص الذين يجدون التعامل مع التطور التكنولوجي ، وكيفية استخدامه ، والتعامل معه بحرفية، و إتقان أن يخترقوا أنظمة دولية وكيانات ومؤسسات سيادية ، والتجسس عليها.


وقد يكن ذلك من قبل جماعات متطرفة لديها القدرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة ، وكل هذه التهديدات من شأنها أن تؤثر على مستقبل العنف في العالم ، وزيادة حدته


ولذلك نرى أنه لم يقتصر مفهوم على تلك المفاهيم السابقة القديمة ، وانه لم يعد حكراً على إستخدام الجيوش ، أو الأسلحة التقليدية وإنما أصبحت الدائرة تستوعب العديد من الأدوات المستحدثة والآليات الأخرى الجديدة في المواجهات الفردية ، أو الجماعية .


وقد نص إعلان الأمم المتحدة بشأن العنف ضد المرأة بكل أشكاله ، وبمختلف الطرق على أنه مظهر من مظاهر علاقات القوة غير المتكافئة تاريخيًا بين الرجل ، والمرأة


والعنف ضد المرأة هو أحد الآليات الإجتماعية الحاسمة التي تُجبر النساء من خلالها على التبعية مقارنة بالرجال وخسب بعض الإحصائيات تتعرض امرأة واحدة على الأقل من بين كل ثلاث نساء حول العالم للضرب ، أو الإكراه على ممارسة الجنس ، أو العنف التكنولجي من خلال إقتحام الخصوصيه الخاصة بالنساء على صفحاتهن ، او غير ذلك من الإساءات في حياتها من المعتدي ، والذي يكن عادة شخصاً معروفاً لها أو من الدائرة التي تعيش فيها


واعتمدت الجمعية العامة في 10 نوفمبر 1948 ميلادية أنه يولد جميع الناس أحرارا ، ومتساوين في الكرامة والحقوق .


وأن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق ، والحريات المذكورة في هذا الإعلان دون تمييز من أي نوع ، ولا سيما التمييز بسبب العنصر ، أو اللون ، أو الجنس ، أو اللغة
أو الدين ، او المولد، أو أي منظور ، أو اعتبار آخر.


وعندما بدأت الحركة النسائية الدولية تكتسب زخما خلال السبعينات أعلنت الجمعية العامة في عام 1975 بوصفها السنة الدولية للمرأة ، ونظمت المؤتمر العالمي الأول المعني بالمرأة الذي عقد في المكسيك ، وفي وقت لاحق وبدعوة من المؤتمر أعلنت السنوات 1976/1985 بوصفها عقد الأمم المتحدة للمرأة ، وأنشأت صندوق التبرعات للعقد.


وزيادة على كل هذا إذا ما نظرنا لما تتعرض له المرأة بوجه عام من مضايقات ، وعنف نجد أن المولي عز وجل نهى عن إيذاء المرأة فى كل الأديان .
فقد تساوى ذكر المرأة مع الرجل فى القرآن فقد ذكرت مفردة الرجل في القرآن الكريم 24 مرة والمرأة 24 مرة بل وفضل الله تعالي النساء عندما أنزل عز وجل سورة كاملة باسم سورة مريم وأخرى باسم سورة النساء في حين لم ينزل العزيز الحكيم سورة بإسم الرجال.


وعظم الله شأن النساء حينما نسب خلق الناس إلي نفس واحدة فقال عز وجل في سورة النساء الآية { ١ }
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "
صدق الله العظيم
ونرى أن المولى عز وجل قرن تقواه بلفظ الأرحام اى "النساء" وأشار فى علاه إلى أنه جعل بين الرجال ، والنساء مودة ورحمة قال عزوجل في محكم التنزيل فى سورة الروم الآية {٢١}
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" صدق الله العظيم


كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بهن فى خطبة حجة الوداع التي تضمنت عدداً من الوصايا فقال عليه الصلاة والسلام " ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا "


ولنا فى رسول الله أسوة حسنة ، فلننظر الى الوصية نرى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال " فإن فعلن " بمعنى إن فعلن فاحشة ، وتلك هي أسوأ ما يمكن أن تفعله النساء واكبر الأخطاء ، فماذا كان حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجزاء من يفعلن ذلك قال صلى الله عليه وسلم "فاهجروهن في المضاجع"


ثم صعد الأمر ليصل الجزاء إلى الضرب غير المبرح ضرب التهذيب وليس التعذيب .
ثم أعطى لهن الفرصة فى التوبة والرجوع فقال صلوات الله عليه " فإن أطعنكم "


وأمر في حال عودتهن ، والتوبة ، والإمتثال للطاعة بعدم البغي عليهن فقال صلى الله عليه وسلم
"فلا تبغوا عليهن سبيلا" "


وأخيراً كيف لنا أن لا ننصف من أنصفهن القادر المقتدر ورسوله الحبيب المجتبى


"وللحديث بقية بمشيئة الله تعالى"