الجمعة 19 أبريل 2024 08:38 مـ 10 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
قطر تعرب عن أسفها البالغ لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين الصقر يصل هولندا للمشاركة في ودية أساطير العال وزير الصحة يتفقد المركز الأفريقي لصحة المرأة وزيرا خارجية مصر و جنوب افريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين وزير الخارجية يتوجه إلى تركيا في زيارة ثنائية الرئيس السيسي يودع عاهل البحرين بمطار القاهرة الدولي في ختام زيارته لمصر فوائد الشاي الأخضر للوجه قبل النوم.. بشرتك أكثر شباباً وإشراقة «رجال سلة الأهلي» يواجه أويلرز الأوغندي في بطولة الـ«bal» «كولر»: جاهزون لمواجهة مازيمبي.. وهدفنا تحقيق الفوز وزير الرياضة يتواصل مع رئيس بعثة النادي الأهلي في الكونغو للاطمئنان علي البعثة وزارة الرياضة تبدأ أولي تقييم مبادرات برنامج « نتشـارك » في نسخته الثانية بمحافظة القليوبية وزير الرياضة يشهد المؤتمر الصحفي للإعلان عن استضافة مصر لبطولة العالم للكاراتيه

أزمة أخلاق

بقلم محمود أمين
إني لتطربني الخلالُ كريمةٌ
طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقٍ
حافظ إبراهيم
أقول بصوت مرتفع يملأ الأرض ضجة: نحن نعاني أزمة أخلاق، اليوم تجد الولد يقسو على أمه التي حملته، وأبيه الذي أنفق من شبابه عليه، والبنت تقول في اليوم لا وألف لا للدين، الذي يتمثل في الاحتشام، والذي يعد أول مظاهر الدين – هي لم تقل لا بفيها وإنما بفعلها- وألقت الأعراف والتقاليد خلف أذنيها بدافع التحضر والتمدن، تخرج كاسية عارية أو عارية كاسية حسب نوع القماش الملبوس.
أصبحنا في أزمة أخلاق؛ حين قلدنا أوروبا في غثها وتركنا ثمينها، تجد الطالب في الجامعة يرطن بالألفاظ الأجنبية، كأنه إذا ركّب أكثر من جملة ارتقى في سلم المجد، وهو بعيد كل البعد عن المجد، يقرأ دروسها ويتظهرها فينجح، وتقدمه الجامعة للدنيا (المجتمع) خرّيجا بدرجة حفظ 90% أو أقل أو أكثر، بل إن نظرة المجتمع له هو طالب نجيب متعلم، ولكن أين هو من نظر الأخلاق والعلم، هو بدرجة حافظ في المعنى اللغوي، ودرجة مقلد في المعنى السلوكي، ودرجة بهيمة تسير في قطيع لا يعرف جهته في المعنى الحيواني، لا أتحامل على طلبة الجامعة؛ ولكن أنظر بعين المتأمل فلا أجد في المائة إلا واحدا أتوجه إليه باحترامي.
حلم الفتاة اليوم أصبح في بيت تسكنه مع إنسان يحبها و تحبه، ينجبون أطفالا لطفاء يهتمون بتعليمهم، ثم تكبر الآمال، ويتوسعون في بناء البيت، بعد أن كانوا سكانا يستأجرون الشقق، فتحول الأب من آدميته إلى آلة لجلب المال، وذلك لدفع أقساط البيت الجديد، ثم يشيخ ويكبر الأبناء فيرثون ما بناه أبوهم أو ما استبدله أبوهم بآدميته –السنين التي عمل بها ليجني المال ويشتري بيتا- ولكنه نسى شيئا (الأب) نسى نفسه نسى أولاده من حقهم في التربية والأخلاق، نشأ الأولاد في أسرة تحب العمارة والمادة؛ فأصبح قالبهم الإنساني خواء من الأخلاقيات، ألا ينظرون إلى حياة الحيوانات هي الأخرى تكبر، وفي حلمها مقابلة شريك الحياة؛ فيسكنوا أجمة أو يحفروا نفقا، أو يبنوا عشا، ينطلقون في الصباح طلبا للرزق ويعودون في المساء طلبنا للنوم.
رؤساء الأعمال يديرون المؤسسات بالبأس الشديد، والكيد المتين، وحبك المصائد، وإقامة الفتن بيت موظفي المؤسسة، تجد المدير يربي في مؤسسته الغربان التي تنقل له الأخبار، والكلاب التي يحتمي بها وقت الحاجة، والحمير التي يحملها أشغال المؤسسة كلها، وأين الأخلاق في هذا كله، خدعته نفسه أنه يسير في الطريق الصواب، يتابع كل يوم على وسائل التواصل الاجتماعي محاضرة بعنوان كيفية السيطرة أو كيفية دق الأوتاد أو كيفية السيادة، والتفرقة، والاضطهاد، والكاريزما وغيرها من معاني الغابة.
غابت الرحمة من القلوب إلا من رحم، الأم تربي وليدها اليوم على كيفية جني المال، كيف؟ أقول لك: إذا درج الطفل وأصبح يمشي، دربته الأم على أخذ ومطالبة المال من والده كلما حضر في المساء باللين أو بالقسوة، فيأخذها ويتقن التدريب، ويعطيها أمه التي تقبله، وتوده بسبب فعلته، يكبر الطفل فيصير شابا مدربا على جني المال، فيضرب الأرض برجليه باحثا عن المال أينما كان، وبأي طريقة كانت، ليس كل الشباب هكذا ولكن الغالبية العظمى، أن أعلم مني يا عزيزي القارئ إذا تبدلت المفاهيم واختلت كفتا الميزان، فينقلب الجور عدلا، فيطلب الشاب مكانه في مجتمعه بسوء الخلق، ويدافع عن نفسه فأسوأ ما تعرف عن الفحش والبذاءة.
أقرأ في مواقف الصحابة رضوان الله عليهم في تربية أنفوسهم وأبنائهم، فأجد الأب يربي في ابنه الأمانة والإخلاص وأخذ المال بحقه، وحسن الجوار، وكف الأذى عن الناس، وإذا أراد القارئ أمثلة فأمهات الكتب مليئة بأخلاقيات المسلمين السمحة، وتضرب لنا الأمثال في حسن التربية، وجميل الأخلاق.
أكتب مقالي هذا كأني أنعي أبناء الأمة الإسلامية؛ الذين أصبحوا في ذيل الأمم، فلا هم برذيلتهم يسودوا العالم ويملؤه وقاحة فيكون لهم الصدارة الشوكة، ولا هم بأخلاقياتهم يقودوا الأمة ويملؤا الأرض عدلا ونورا.
إن تغليب الشهوات، وإشباعها جناية على النفس البشرية؛ يغير الفكر ويسيطر على العقل، فيتحول العقل من آلة للتأمل إلى مادة تحتاج إلى إشباع، بل إن الشهوة تحول العقل إلى أداة تابعة لها، فتحركه كيفما شاءت، وإذا كانت هذه مادة العقل فقد كُسي بأكسية الشهوات، والملذات، والزينة المبهرجة التي تجعله صلبا متجمدا أمام أية فكر وتنوير.
#مقال