هجر اللين

كتبت: باسنت مدحت
ألان على الإنسان أن يهجر اللين؟
هل صار هذا الهجر من سنن الحياة أم رحاها!
منذ قرون مضت حين قتل قابيل أخاه هابيل عن سوء نية وحسد حتى تركه فى العراء ثم وجد غراب أسود يوارى جثة أخيه فى الثرى حتى ندم ندماً عظيماً فقلد الغراب ثم قام بدفنه..
فى الزمن الحالى
هانت على الأم فى هذا الزمان هجر أولادها أو قتلهم حيثما شاءت إذا أعاقوا سبيلها.. وعلى العابر السبيل فى سيارته دهس إنسان كان أو حيوان ما.. وعلى العسكرى بأن يُردى رصاصة فى صدر رضيع..
وتتوالى هذا المصائب المؤلمة للغاية ولا نعلم متى سينتهى كل هذا!
واذا سألنا هؤلاء لماذا فعلوا هذا!.. يقولون: سل قابيل!..
ولم يسألوا أنفسهم يوماً: هل ندموا! هل فعلوا مثلما فعل!.. أم يظنون أنهم أقوياء حتى إذا زُلزلت الأرض!
أيظنون أنهم الخالدين!
من هؤلاء!
ويبقى السؤال الذى سيطل على أحرفى: هل القسوة غريزة إنسانية أم صنعة اكتسبها انسان!
-رباه..لو كانت غريزة فقد يطمئن قلبى وارتاحت أسبابى وحيرتى
أما لو صنعة.. فعلى من سأقول (الله المنتقم).. الوالدان أم الحياة!.
أم هذه الدنيا تتركنا على الأمواج العاتية لترى حقيقتنا.. فيظهر الذى ينتصر بأذى الغير.. أو ينتصر وحده بكل مسعاه.. أم أرادت لنا أن ترانا ونحن مهزمون برضا أم سنؤذى الغير أيضاً لنشفى الغليل..
ثم تهتدى السبل دائماّ بأن الإنسان هو صاحب القرار الأول والأخير.. سبب هجر اللين.. حتى بدون والديه.