السبت 20 أبريل 2024 03:42 مـ 11 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

الزجاجات البلاستيكية فيها سم قاتل

كتبت_ انتصار حسن



لمواجهة العطش المحتمل خلال الرحلات الطويلة وساعات العمل، يلجأ البعض إلى الأرصفة حيث زجاجات بلاستيكية متنوعة الألوان، فعلى كل فرشة تتواجد بسعر زهيد قد تصل إلى 15 جنيهًا فقط، بدعوى أمنها التام تجاه أي سائل يُعبأ بداخلها.وحسب الشائع، يعود اطمئنان المستخدمين إلى تلك الزجاجات إلى أمرين، الأول وجود رمز مكون من مثلث بداخله رقم 5، وبجانبه آخر بأحرف PET، إلا أن هذه المعطيات لها دلالات ذات خطورة عالية على المدى البعيد، لما لهذا المنتج من أضرار تصيب المستخدم، خاصةً وأن الأطفال انجذبوا إليه مع بدء العالم الدراسي الجديد.
تقول الدكتورة سلمى كامل، باحثة في علوم الكيمياء، إلى أن رمز PET يرمز إلى مركب يُدعى «polyethylene terephthalate»، وهي مادة مستخدمة بنسبة تتراوح من 50% إلى 70% في صناعة المنسوجات وفي الداكرون والبوليستر، لقدرته على مقاومة التمزق وسرعة تخلصه من المياه، مشيرةً إلى أن الحاويات البلاستيكية المنتجة منه تُستخدم مرة واحدة فقط، ثم تدخل في عملية إعادة التدوير بطرق صناعية، مع العلم بأن استخدامها الأساسي في صناعة النسيج.وتكشف «سلمى» أن تلك الزجاجات، بفعل «polyethylene terephthalate»، تمتص جزءًا من المواد والسوائل التي بداخلها، ومن ثم تتفاعل مع المادة البلاستيكية بجانب رطوبة الجو، ما يؤدي إلى نمو بكتيريا في الداخل، وما أن يتناول المستخدم الماء أو العصير تتنقل البكتيريا إلى معدته.وبفعل المقدمات السابقة، تنوه «سلمى» إلى أنه لهذا السبب يفضل استعمال تلك الزجاجات لمرة واحدة، خاصةً إذا كان عليها رقم 1، أو رمز PET أو PETE، ناصحةً المستخدمين بعدم التخلص منها فقط، بل إتلافها حتى يحرموا الآخرين من استعمالها بأي شكل.من جانبه، يؤكد الدكتور محمد السباعي، مدرس بقسم الكيمياء العضوية في كلية الصيدلة جامعة الأزهر، على ما سبق، قائلًا إنه حال تغلية الماء لتطهير الزجاجة البلاستيكية بغسلها وتعقيمها تتحرر المواد المكونة للبلاستيك، ومن ثم تظهر موادًا مسرطنة.ويضيف السباعي أن تحرر المواد المسرطنة ينتج كذلك من تعرض الزجاجة للحرارة العالية أو حال استعمالها لأكثر من مرة، فمن المفترض أن يكون استهلاكها لمرة واحدة فقط على حد قوله: «يفضل استخدام الزجاجة المرقمة بـ5، أي تستطيع تحمل درجة الحرارة لفترة، لكن ليس دائمًا».يوضح «السباعي» أن الأعراض الضارة لاستعمال هذه الزجاجات تظهر على المدى الطويل، وتسبب سرطان الجلد والرئة، منوهًا إلى أن مادة بولي إيثيلين تيريفليت لها استخدامات أخرى، لأنها غير صالحة للاستعمال الآدمي، ومن الأحسن استخدام مادة أخرى آمنة لتصنيعها تُدعى «بوليمار»، وهي مقاومة لعملية التفاعلات التي تنتج عنها المواد الضارة، وتتحمل درجة الحرارة المرتفعة.